** تجاوزات قبيحة بالمجلس القومي للتدريب.. وهو مجلس يتبع لوزارة تنمية الموارد البشرية، ومناط به مهام تنظيم تدريب الكوادر السودانية بالخارج والداخل، وكذلك تنظيم مراكز التدريب.. قبل سرد تجاوزات هذا المجلس، إليكم نص استقالة أمينه العام، وهي أغرب استقالة في تاريخ البشرية، إذ يقول نصها: (الأخ الكريم/ د. عابدين شريف، وزير تنمية الموارد البشرية.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. استقالة تبدأ من 31/7/2012..أخي الوزير، هذه الاستقالة - ولله الحمد - لم تكن بسبب تذمر أو ضيق أو أي من الأسباب التي تدفع الجميع لتقديم استقالاتهم.. تنحصر أسباب الاستقالة في ذات الأسباب التي سبقت إجراءات التعيين، وهي: التنازع الأخلاقي بين ملكية مركز خاص وقيادة الجهة المنظمة لعمل هذه المراكز، وابتعادي عن ممارسة العمل الذي تخصصت فيه في مجال الفيدرالية والقانون الدستوري، وعدم رغبتي في قيادة أي عمل تنفيذي أو سياسي.. وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد.. د. عمر عوض الله جعيد/ الأمين العام، بتاريخ 1/3/ 2012).. هكذا استقالة الأمين العام، ومردها بجانب عدم الرغبة في العمل التنفيذي والسياسي، ما أسماه بالتنازع الأخلاقي بين العام والخاص، حيث لسيادته مركز تدريب خاص يحمل اسم (مركز الفيدرالية للبحوث وبناء القدرات).. ممتاز، لقد استدرك الأمين العام للمجلس القومي للتدريب - أخيراً - بأنه يمتلك مركز تدريب خاص، ورفضاً لنهج (الجمع بين الخاص والعام - تقدم بتلك الاستقالة عن أمانة المجلس القومي للتدريب.. ولكن تأملوا تاريخ استقالته، إذ قدمها بتاريخ أول مارس على أن يتم قبولها في نهاية 31 يوليو، أي بعد خمسة أشهر.. لماذا؟.. الإجابة في الوثيقة التالية، فلنقرأها..!! ** وهي صادرة عن الإدارة العامة للشراء والتعاقد والتخلص من الفائض، وهي إحدى إدارات وزارة المالية، ونصها كما يلي: (السادة مدراء الوحدات والهيئات الحكومية..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..الموضوع: دورات تدريبية حول قانون ولائحة الشراء والتعاقد للعام 2011.. بالإشارة للموضوع أعلاه، تعتزم الإدارة عقد سلسلة من اللقاءات والدورات الهادفة بالوحدات الحكومية المختلفة على مستوى ولايات السودان، وقد رأينا التعاون مع السادة/ مركز الفيدرالية للبحوث وبناء القدرات لإعداد وتنظيم وتوفير كافة المعينات اللازمة، وعليه نرجو التكرم بتذليل مهمة مندوب مركز الفيدرالية.. لسيادتكم خالص الشكر والتقدير/ محاسن عبدالرحيم صالح المدير العام، بتاريخ 11 يناير 2012).. هكذا نجح مركز الفيدرالية في إقناع وزارة المالية بأن تحتكر له كل الدورات التدريبية في كل الوحدات وبكل ولايات السودان، وكان هذا في يناير 2012، أي في بداية السنة المالية..!! ** نعم بعد ضمان الاحتكار، أي بعد ثلاثة أشهر من خطاب المالية الذي يوجه الوحدات الحكومية بالتعاون مع مندوب مركز الفيدرالية، يخرج مالك مركز الفيدرالية - واللي هو مدير الأمين العام للمجلس القومي للتدريب شخصياً- ليحاضر الناس عن الأخلاق في استقالته تلك، ويقدمها للوزير قائلا: (الأخ الكريم / عابدين، أعفيني خلاص، أنا في حالة نزاع أخلاقي).. أين كان هذا النزاع الأخلاقي المفترى عليه عندما احتكر مركزك بأمر - وزارة المالية - كل الدورات التدريبية الخاصة بقانون ولائحة الشراء والتعاقد، بكل الوحدات والهيئات، وبكل الولايات؟.. نزاعك الأخلاقي، أيها الأمين العام للمجلس القومي للتدريب، كان يجب عليه أن يحول بينك وبين احتكار ميزانية تلك الدورات لنفسك عبر مركزك الخاص.. ونزاعك الأخلاقي كان يجب عليه أن يعلن عن تلك الدورات التدريبية في الصحف للتنافس في ميزانياتها كل مراكز التدريب بالبلاد.. للأسف لم يلازمك النزاع الأخلاقي في بداية السنة المالية، حيث موسم توزيع المال العام، بل بأنانية مقززة وباستغلال سيىء لمنصب الأمين العام للمجلس القومي للتدريب، وبكامل التنسيق مع نهج المحاباة الراسخ في وزارة المالية، احتكر مركزك الخاص تلك الدورات..ثم لماذا تظل في حالة نزاع أخلاقي - أو كما تدعي في استقالاتك- في منصب الأمين العام للمجلس لخمسة أشهر أخرى؟.. يعني ليه تقدم استقالتك في بداية تلاتة، ويقبلوها ليك في نهاية سبعة؟.. هل هي الفترة التي تكفي بحيث يستلم مركزك الخاص أموال تلك الدورات التدريبية المحتكرة؟.. أم تلك هي الفترة التي تكفي بحيث تحتكر وزارة المالية لمركزك الخاص بدورات تدريب أخرى؟.. من هنا يتواصل السرد بالوثائق - يوم السبت بإذن العلي القدير - عن كل أنواع التجاوزات بالمجلس القومي للتدريب، بما فيها ما حدث ويحدث لأموال الأطباء المبعوثين بالخارج..!!