حول مشروع الاستزراع السمكي في السودان بروفيسور توماس توفيق طالعت بصحيفة السوداني "الغراء" موضوعا للكاتب الصحفي الطاهر ساتي في عموده " إليكم" عن إتفاقية مشروع الاستزراع السمكي في السودان، والتي أبرمت في يناير 2010، بين وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية . بكل أسف أدهشني ما ذكره الأستاذ الطاهر ساتي للقاريء الكريم عن تاريخ تربية الأسماك في السودان، وذلك دون عكس ما قام به المسؤولون في السودان في هذا المجال بإدارتي بحوث الأسماك والإدارة العامة للأسماك، بل والهجوم على د. فيصل حسن إبراهيم وزير الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي وتأليب الرأي العام على قراراته . وقبل أن أقوم بالتعليق على جميع النقاط التي ذكرها الكاتب أرجو أن أؤكد للقاريء الكريم بأني ومنذ أن كنت طالبا بكلية العلوم بجامعة الخرطوم وحتى تخرجي في عام 1966 وإلى هذه اللحظة لم أنتم إلى أي حزب سياسي وأن حزبي هو السودان ومصالحه أولا وأخيرا، وذلك بغض النظر عن من هو الحزب الحاكم، وأورد هذا لأني أستنكر جملة وتفصيلا الأسلوب الصحفي الذي اتبعه الكاتب بمد القاريء الكريم بمعلومات غير صحيحة بل والهجوم السافر على الرأي الآخر الأمر الذي قد يفسر تفسيرا خاطئا . كما وأرجو أن أشيد بالسيدة عبير محمد إدريس التي نشرت عام 2010 بصحيفة التيار موضوعا بعنوان : "الإستزراع السمكي في السودان – مقومات نجاح تحتاج للتوظيف " وذكرت بكل أمانة ومسؤولية مجال تربية الأسماك في السودان والمشاكل الحقيقية التي تواجه إستزراع الأسماك مثل " توليد البلطي المتكرر ...إلخ " بعد هذه المقدمة أرجو أن أفيد القاريء الكريم بتعليقي العلمي المدعم بالمستندات على جميع النقاط التي ذكرها الكاتب . (1من المؤسف أن الكاتب عزا فرق الإنتاج في الأسماك المنتجة بواسطة الإستزراع إلى تدهورنا في كل المناحي رغم أن النيل يجري من هنا وكذلك الأسماك " وهو لا يدري أن الطفرة التي حدثت في إنتاج سمك البلطي – الفصيلة الرئيسية المستزرعة في مصر كانت نتيجة لإستعمال هرمون ذكري MT“ " لتغيير أغلبية صغار البلطي إلى ذكور " أي وحيد الجنس " لأنها تنمو بأحجام كبيرة مقارنة بإناث البلطي، الأمر الذي لم توافق السلطات بالسودان على إستعماله حتى قريبا وذلك بعد التأكد بان هذا الهرمون لا يضر بصحة الإنسان. الجدير بالذكر أن أسماك البلطي تتوالد أربع مرات في العام، وتربية الإناث والذكور سويا ينتج أحجام صغيرة لا تصلح للتسويق، وهذا هو السبب الرئيسي لتدني الإنتاج في السودان، إضافة لعدم وجود كادر مؤهل بالأعداد اللازمة مثل ما هو الحال في مصر. 2 ( أرجو إفادة القاريء الكريم بأني كنت شخصيا أول مدير لمركز بحوث الأسماك ورئيس قسم أبحاث تربية الأسماك للفترة : 1975 – 1985، وذلك بعد انضمام المركز لهيئة البحوث الزراعية عام 1975، وقد قمت بنشر وثيقة عن تاريخ تربية الأسماك في السودان عام 1975 كمستند لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية "FAO"، وايضا ذكرت ذلك التاريخ بالعديد من الصحف السودانية والعربية والإنكليزية وغيرها "أوردها في نهاية تعليقي " وعليه لو كلف الكاتب نفسه وجمع المعلومات الحقيقية لما كتب " اكتشفت المنظمة العربية أنها كانت مستخدمة في ذات المشروع قبل نصف قرن أي قبل إستقلال السودان ! كيف يكون هذا صحيحا والمنظمة العربية أسست بقرار جامعة الدول العربية عام 1970 وبدأت العمل في السودان عام 1972 !!!! 3 ( أرجو إفادة القاريء الكريم بأني في عام 1975 وبالتعاون مع مصلحة الطرق والكباري بوزارة الأشغال آنذاك قمت شخصيا بصيانة احواض تربية الأسماك وتوصيل شبكة مواسير لجميع الأحواض بل وتسويرها بسورأسلاب وحفر أول بئر ارتوازي، وبعد ذلك قام المسؤولوون بادارة الأسماك " قسم الإرشاد " بحفر بئر أخرى وذلك لأن المياه الجوفية تعتبر أفضل أنواع المياه لمفرخات الإستزراع السمكي خاصة من الناحية الميكروبيولوجية نظرا لخلوها من مسببات الأمراض وكذلك لعدم احتوائها على أي ملوثات سواء من كائنات نباتية أو حيوانية أو بيض أو صغار أسماك مفترسة مثل العجل التي يمكن أن تدخل أحواض الحضانة مع مياه النيل الأبيض وليست كما ذكر الكاتب " لأن النيل لا يوفر المياه العذبة في مواسم الفيضان حسب رأي الخبراء" وأي خبراء أولئك !!! 4 ) أرجو إفادة القاريء الكريم بأن الهدف الرئيسي للمشروع المشترك بين السودان والمنظمة العربية هو تشييد مفرخ كبير لإنتاج مائة مليون أصبعية من سمك البلطي لمد مزارع تربية الأسماك بالسودان وجميع الدول العربية، فإذا كان هذا هو الهدف فإني لا أعتقد بأن الكاتب كان يتوقع من الهيئة القومية للكهرباء أن تقوم بمد طاقة كهربائية مقدارها 300 كيلو بالمجان وذلك لإعتقاده بأن "المشروع تنموي لخدمة الفقراء !!! 5 ( أرجو إفادة القاريء الكريم بان مدير مركز بحوث الأسماك في ذلك الوقت " د. عبدالمنعم خالد" أكد لي بأن خبير المنظمة العربية للتنمية الزراعية سابقا " المهندس يونس عبدالحميد " قام بنقل " 60000" سمكة بلطي من أحواض بحوث الأسماك بالشجرة إلى بحيرة خزان جبل أولياء وذلك ضد رغبته الشخصية وبأمر السلطات العليا وليس كما ذكر الكاتب " أنتجت الأحواض إنتاجا غزيرا بعون الله ثم بجهد العاملين " ففي 28 – 7 – 2010 قمت شخصيا بنشر موضوع بصحيفة الصحافة عدد " 6124 " تحت عنوان " الحقائق المؤسفة وراء نفوق أسماك البلطي وأضحت بكل صراحة وأمانة علمية بأن خبير المنظمة هو الذي تسبب في هذا الحادث المؤسف، لأنه قام بنقل أسماك البلطي بطريقة مكثفة للغاية ودون مراعاة تكنولوجيا نقل الأسماك الحية، الأمر الذي تسبب في تنشيط البكتريا المعروفة باسم " استربتو كوكس إيني " streptococcus inae والموجودة في مياه النيل وبالتالي نفوق الأسماك , وللأسف بدلا عن تقديري على ما قمت به أصبحت في القائمة السوداء لمدير المنظمة، أي عدم السماح بدخولي المنظمة ولا الاستفادة من مكتبتها، فما رأي القراء والكاتب ؟؟؟ وأنا الذي كتب عني بتاريخ 23 ابريل 1988 الدكتور حسن فهمي جمعة المدير العام للمنظمة ما يلي : " تشهد المنظمة العربية للتنمية الزراعية بأن السيد البروفيسور توماس توفيق جورج قد شارك في العديد من نشاطات المنظمة في مجال تربية الأسماك لما يتميز به البروفيسور توماس توفيق من خبرة ممتازة في هذا المجال – فقد انتدب من قبل المنظمة للعمل كخبير في مجال تربية الأسماك بالجمهورية العربية السورية عام 1984، وأيضا في الندوة العالمية لتطوير منطقة الأهواز بجمهورية العراق عام 1986، وشارك أيضا في الندوة العربية الأولى حول استزراع الأسماك والقشريات الذي عقد في الكويت عام 1983 " . واما عن تزويد قنوات الري بمشروع بشاير نهر النيل وقنوات ود رملي بأسماك المبروك فهذه الأعداد في جملتها "800الف " تم استيرادها من مصر وليست إنتاج أحواض تربية الأسماك بالشجرة، ويمكن للكاتب معرفة هذه الحقيقة بمراجعة تاريخ استيراد الأسماك المبروك وتاريخ تزويد قنوات الري بها !! وللتاريخ فأسماك المبروك ليست غريبة عن السودان، إذ أني قمت شخصيا بإدخالها وأيضا أسماك الكارب العاشب عام 1975 بمركز أبحاث الأسماك، وكنت أول من قام بتوليد الكارب العاشب صناعيا لأول مرة في إفريقيا وفي إطار التكامل بين السودان ومصر، وذهبت في مهمة رسمية إلى مصر لشرح طريقة توليد هذه السمكة صناعيا، علما بأن المصريين أدخلوا أسماك المبروك قبل السودان بعشر سنوات !!وهذا قليل من كثير أيها الكاتب! 6 ( فعلا هذه هي المرحلة المهمة للمشروع، وكان من الواجب تنفيذها قبل القيام بأي نشاط آخر، ولذلك كان من الواجب على الكاتب إفادة القاريء الكريم عن الأسباب التي حالت دون تنفيذ هذا البند الأساسي من إتفاقية مشروع الاستزراع السمكي حتى الآن !!ثم أن وزير الثروة الحيوانية والسمكية قام بتخصيص " 70 " فدانا أرض للمنظمة العربية للتنمية الزراعية كمساهمة السودان في هذا المشروع، وليست حظائر الأبقار الموجودة على أرض المشروع، وذلك لأن المشروع قاصر على الاستزراع السمكي فقط وليست تربية الأبقار، ولذلك ليس بغريب بأن الوزير له الحق في تحويل هذه الحظائر إلى جامعة السلام للاستفادة منها . وعليه لا يوجد داع بإقحام القاريء الكريم بما دار بين مندوب جامعة السلام والكادر العامل بالمشروع وذلك لعدم وجودكم معهم في تلك اللحظة ومعرفة ما دار بين الطرفين من حديث. 7 ( وأقول للكاتب هل تريد أن تقنع القاريء الكريم بأن وزير الثروة الحيوانية والسمكية غضب لدرجة انه إتخذ قرارا بإنهاء المشروع بهذه السرعة أم توجد أسباب جوهرية أخرى دفعته لإتخاذ هذا القرار؟ لذا كان عليكم مقابلة الوزير لمعرفة الأسباب الجوهرية التي دفعته لاتخاذ هذا القرار بهذه السرعة !! وللأسف الشديد أنتم لم تقوموا بمقابلة الوزير ولا العاملين بمركز بحوث الأسماك والإدارة العامة للأسماك لمعرفة الأسباب التي سيكون أنتم أول من يتأسف عليها . 8 (يقول الكاتب " هذا ما يحدث بالكيانات المسماة برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان .. مشروع تنموي يستهدف الفقرا........ فلماذا لا يكون وزيرا لوزارة التعليم العالي والثروة الحيوانية بعد دمجهما ؟ بل لماذا لا يتم تتويج هذا المندوب بحيث يكون " ملك السودان "........ على كل حال يا هو ده السودان يا صديقي القاريء ،...... ولكن ليزين بها " أدراج مكتبه " وعليه ليس بمدهش أن تنتج مصر ذلك الحجم من الأسماك المستزرعة، وأن ينتج وطننا هذه المآسي ..!! بعد أن ااطلعت على ما ذكره الكاتب انتابني إحساس بأن كل ما ذكره هو ليس إلا دفاعا عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومدير المنظمة وذلك لأن الكاتب كتب بنفس الأسلوب المسيء الذي نشرته السيدة هناء عزالدين بصحيفة الانتباهة يوم الأحد 22 نوفمبر 2011 تحت عنوان " المنظمة العربية للتنمية الزراعية – مملكة " المدير" ماذا يحدث من خلف الأسوار !!أين ذهبت ال 12 مليون دولار من الميزانية ؟ وما هو سر التعاقدات التي يقوم بها المدير بعيدا عن لجنة المشتريات ؟؟؟ إني أستنكر جملة وتفصيلا اسلوب الصحفي الرخيص الذي يستعمله لمد القاريء الكريم بالمعلومات والهجوم السافر على الرأي الآخر ! إني أتساءل لماذا هذه المهاترات وعدم احترام الوزارات والمنظمات والمسؤولين عنها ؟؟أهو ده السودان يا أستاذ الطاهر ساتي ؟ بالطبع ما ده السودان الذي ولدنا ونشأنا فيه فإلى متى هذا التدهور في التعبير عن رأينا بأسلوب جارح لا يفيد القاريء الكريم " مثل الكيانات المسماة .. لماذا لم يتم تتويج هذا المندوب .. بحيث يكون ملكا السودان ...يا هو ده السودان ...ليزين بها أدراج مكتبه ..." علما بأن الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا " وفي الختام أرجو مراجعة المستندات الآتية : الصحافة أعداد 7731 و6124 و5127 والأيام اعداد 11490 و8178 و8405 و8418 و9648 والرأي العام عدد 4296 وألوان عدد 3177 والصحافي عدد 649 والجزيرة عدد 426 والشرق الأوسط عدد 1944 والتيار ديسمبر 2010 والانتباهة عدد 2054 و Khartoum Monitor بتاريخ 18 – 4 – 2010 ومنظمة الفاو بتاريخ 1975 " FAO/ CIFA/75 / SC- 5 " وبتاريخ 1982 عدد 27 Aquaculture –The Netherlands فالله أسأل أن يحفظ حالنا وحال السودان وكفى الله المؤمنين شر القتال . خبير زراعة وتربية الأسماك