شدد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير عزم الحكومة على تحقيق السلام والمضي قدماً في إيجاد تسوية سلمية للقضايا العالقة عبر التفاهم مع دولة الجنوب، مؤكداً أن البلاد تسعى وبإرادة أكيدة في تحقيق السلام وعدم العودة إلى مربع الحرب، وأضاف: "قناعتنا ظلت راسخة في تحقيق السلام وأن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة، وهذا ما كان دافعاً لنا لتوقيع اتفاقية السلام الشامل وإجراء الاستفتاء الذي أفضى لقيام دولة جديدة". وقال البشير خلال مخاطبته أعمال القمة العربية المنعقدة ببغداد أمس الحكومة تسير وفق رؤية استراتيجية لإقامة تعاون وثيق وعلاقات حسن جوار مع دولة الجنوب الوليدة، غير أن من أسماهم أعداء السلام ظلوا يضعون العوائق ويحيكون المؤامرات سعياً لتمزيق السودان، واتهم من اعتبرهم أصحاب الأجندة الأجنبية والمؤامرات المستمرة بوضع العوائق أمام مسيرة السلام، وأضاف: "هؤلاء يدفعون حكومة جنوب السودان للاعتداء على حدودنا ويعملون على تأجيج التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق على حدود الدولتين"، وقال إن السودان أفشل اعتداءات دولة الجنوب وأن الأمور عادت إلى نصابها على الشريط الحدودي بين البلدين، مشيراً إلى سعي حكومته بعزيمة صادقة في مراعاة مصلحة الشعبين في العيش بسلام . في ذات الصعيد أكد البشير المضي في تنفيذ اتفاق الدوحة للسلام في إقليم دار فور لتحقيق التنمية والاستقرار، وقال إن السودان خطى خطوات كبيرة في تنفيذ اتفاق السلام في الإقليم من أجل إرساء السلام والتنمية في الإقليم. في السياق أكد البشير متابعته عن كثب للأوضاع في سوريا التي وصفها بالمأساوية هناك، وأشار إلى الجهود المشتركة في إطار المبادرة العربية لتوحيد المساعي للوصول إلى حل سلمي يجنب سوريا التدخل الأجنبي ويحفظ وحدتها وسلامة أبنائها"، فيما دعا إلى مساندة العراق الذي يتجه لإعادة البناء ومساعدته للعودة إلى موقعه الطبيعي في العمل العربي الموحد، وقال إن الظرف الدقيق التي يمر بها العالم العربي يحتم علينا تنفيذ برامج الإصلاح السياسي والاقتصادي لتحقيق طموحات شعوبنا". ولفت إلى أن السودان يقف إلى جانب المساعي العربية للوصول إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل"، وأضاف: "إن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي تحت ذريعة أنه يمثل ضمانة لأمنها هو دعوة للدول الأخرى لتبني نفس المنطق". وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، مجدداً موقف السودان بجانب حق الشعب الفلسطيني في إزالة الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وأشار إلى أن القضية الصومالية تستحق أن نفرد لها حيزاً كبيراً لرفع المعاناة عن الشعب الصومالي"، ودعا البشير إلى ضرورة بذل الجهود لتمكين أسباب المصالحة في الصومال.