مثلي مثل الكثير من أهل بلدي شق على خبر رحيل الشاعر الملئ بالوطنية وشاعر الغلابة والمساكين كما يطلقون عليه وهو نفسه يحب ذلك الشاعر الآن محمد الحسن سالم حميد والشاعر "حميد" حبيب العامية إلى كل أهل السودان والعامية كما نعلم هي كلمات تخرج من القلب لتستقر في القلب وحميد استطاع ان يترجم هذه العامية من خلال بيئته التى عاش وترعرع فيها وتشهد على ذلك كل قصائده التى كتبها وتغني بها عدد من الفنانين ومنها على سبيل المثال: طعم الدروس- عم عبد الرحيم- نورة- أرضاً سلاح- وكرويات الدم البيضاء- ست الدار وغيرها من القصائد ,أقول عن الشاعر حميد رحمه الله كان أول لقائي به في منزل الاخ الصديق الراحل ميرغني محمد محمود الوقيع وذلك في أوائل حقبة التسعينات فقد كنت أزور الاخ الراحل ميرغني بمنزله باركويت بين الحين والآخر خاصة بعد أن تمت احالته للتقاعد بالصالح العام وقد تأثر بذلك كثيراً حيث أنه كان من المخلصين في عمله وفي أدائه عليه رحمة الله والتحية لاسرته والتي نقول بالحق لقد قصرنا في حقها بعد رحيله إلا أنها مشاغل الدنيا والحياة التى لا تنتهى غفر الله لنا وغفر الله لراحلنا ميرغني وغفر الله للراحل الشاعر حميد الذي لحق بصديقه ميرغني. نعم التقيت به لأول مرة في منزل الصديق الراحل ميرغني كما أسلفت وكان وقتها عائداً لتوه من العربية السعودية حيث كان يعمل هناك وأذكر سألته السؤال التقليدي في بداية التعارف وقلت له.. في أي منطقة أخي حميد فرد علي بلهجته المحببة، أنا من جريف نوري بالشمالية.. فقلت له الاخ ميرغني من دنقلا وأنت من نوري فكيف إلتقيتما؟ فرد.. أنا كنت بقرأ في عطبرة وميرغني قرأ هناك وجمعنا السكن في عطبرة ونحن طلبة وكان ميرغني لما أوضح لي أنه من أسرة انصارية وأنا من أسرة ختمية والتقت روحانا في زمن حياة الطلبة ولم تنفصل علاقتنا وأصبحت أقوى عبر السنين والسنوات وأنا في تواصل معه وهو في تواصل معي وأذكر أنه أعطاني وقتها شريطين كاسيت مسجل فيهما بعض قصائده بصوته مع مجموعة من قصائده المطبوعة ولا أزال احتفظ بهذه الهدية بمكتبتي الخاصة.. كما قلت التقي بالأخ حميد في كثير من منتديات الخرطوم وأقول بالحق ان حميد لم تغيره السنوات فيظل حميد هو حميد الذي التقيت به في بداية التسعينات. إلا رحم الله الفقيدين العزيزين ميرغني الوقيع ومحمد الحسن حميد وجعل الجنة مثواهما والعزاء موصول لاسرتيهما وكل أهلهما ومعارفهما وأصدقائهما وإنا لله وإنا إليه راجعون. مختار أحمد بخيت