إذا أردت أن تعرف حقيقة ما يجري في دواوين الحكومة، وفي المؤسسات التي من مهامها الاهتمام بأمر الناس، وتقدم الخدمات، فلا تجهد نفسك للبحث عنها في تلك الدواوين والمؤسسات المعنية، بل عليك طرح سؤالك الذي تريد له إجابة، في (ملمة ناس) في مأتم، وحفل عرس أو حتى على الذي يركب بجوارك في الحافلة، فأنا أضمن لك أن تجد الحقيقة كاملة، فإن غبش عليك الأمر وأردت التأكد، فقط عليك أن تطرح ما تحصلت عليه للمسؤول المعني كمعلومات مسلم بها، وعندها سوف يقر لك بالحقيقة وهي ذات المعلومات التي بطرفك. أسوق هذه المقدمة كتمهيد للتعليق على الخبر الشؤم .. بتأجيل افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض الذي كان مقرراً له اليوم الخميس على يد رئيس الجمهورية، وحضور ممثلين لأكثر من (56) دولة من المشاركين في اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تأجيله إلى أجل غير مسمى قبل أقل من (48) ساعة من توقيت افتتاحه، بعد أن تم الترويج له بصورة واسعة، بل أن وزارة المالية وضعته كواحد من الآليات التي تسهم في معالجة، المشكلة الاقتصادية، ولو برفع معنويات المواطنين، ولكن كان ما كان وفي شهر إبريل الموصوم بشهر الأكاذيب. فلقد استمعت من الونسات العامة ما يوحي إلى هذه النتائج، وإن كنت غير مصدق لها، ومن تلك الونسات كتبت قبيل مواعيد افتتاحه الأولى الملغاة حينها كان د.عوض الجاز وزيراً للصناعة، والمحدد لها 11/11/2011م الساعة (11:11)، في هذه المساحة تحت عنوان (سكر النيل الأبيض) قلت (إنها أسرار الأرقام، وسر الأسرار هو دخول مصنع سكر النيل الأبيض الإنتاج في ذات التوقيت، وربط هذه النتيجة بتشكيلة الحكومة الذي كان في طور التبلور، والتكهن، وتساءلت هل تكون حكومة برامج أم حكومة قوة الأشخاص المستوزرين، أم خلطة بين الاثنين... كل ذلك سوف يبين بينونة كبرى في مصنع سكر النيل الأبيض، وربنا يكذب الشينة) وبالفعل كانت النتيجة كما توقعت، ولم يكن ذلك باب التنجيم بل من قراءة وقائع. وكتبت يوم الإثنين المنصرم في هذه المساحة أيضاً تحت عنوان (سَكَََر السكر) وتساءلت في خاتمة العمود، (هل يدخل مصنع سكر النيل الأبيض، الذي سارت بسيرته الركبان اليوم الخميس.... أم هذه هي كذبة إبريل؟؟؟ أتمنى صادقاً من الله أن يكون خبر الارتفاع الجديد لأسعار السكر هي كذبة إبريل، وليس المصنع بأي حال من الأحوال)، والذي استمعت إليه من الونسات وليس من المسؤولين ولم أكتبه، أن د.عوض الجاز وزيرالنفط، الوزير السابق للصناعة، سأل وزير الصناعة الذي استقال ورفضت استقالته عبد الوهاب محمد عثمان، هل أنت متأكد أن المصنع جاهز للافتتاح في الموعد المضروب؟ فأجاب عليه بنعم، فكان رد د.الجاز أشك؟!! وهذا الشك سوف تفصح عنه لجنة التحقيق التي شكلها رئيس الجمهورية، أو تفصح عنها ونسات (الملمات).