تعجبت والله..وانا اقراء صباح امس صحيفتان اجتماعيتان هما (الدار) و(حكايات)، وكل منهما تخرج بمنشيت صحفي باللون الاحمر عن قصتين مختلفتين تماماً -برغم من ان القضية واحدة- حيث خرجت (الدار) بمنشيت يحكي قصة رجل قام بتزويج إبنته لشاب (بالفاتحه)، بعد أن انقذ ابنه من اعماق بئر، وجاء في حيثيات الخبر أن الرجل تكفل بكل مصاريف الزواج، في لفته إن دلت انما تدل على ان السودان لازال بخير، أما (حكايات) فقد جلبت خبر (استعراض) عريس لعضلاته (المالية) وذلك بجلبه لعروسته ضمن الشيله (سيارة برادو)، كما قام بجلب عربة (امجاد) لشقيقها الذى كان رافضاً للزواج، (يعني أخو العروس راضوهو بي عربية امجاد عدييييل)...اتخيلوا..! وبعيداً عن تلك (المراضاة الغالية)، ادعوكم سادتي للمقارنة بين هذه الاخبار، وادعوكم لأن تشاهدوا الفرق الكبير مابين الخبر الاول والثاني، ففي الاول تجد انه السودان بشعبه ومرؤته وشهامته، اما في الخبر الثاني فلن تجد سوى (الحسره والندامه)، وبالفعل هو خبر (اليابا والتابا) وكان على صديقي الحبيب جداً (وجدي الكردي) ان يضع ذلك الخبر في تلك المساحة، فهو يستحق ان يكون خبر (اليابا والتابا)، وذلك العريس ينسف في لحظة، آمال (دشليون) شاب يبحث عن الاستقرار والزواج الحلال، وفي اطار سعيه لتحقيق ذلك يمكنه ان يعمل في كل المهن التى تصادفه، حتى وإن كانت مهنة غسل السيارات، (يعني ممكن يغسل لساتك البرادو..بس يجيبا في الشيله دي صعبة شويه.!). قلت قبل هذا في اكثر من مناسبة أن العريس في السودان قديماً كان يجلب شيلة عروسته في سيارة، أما اليوم فيحدث العكس حيث يجلب (السيارة في الشيله)، ولاعزاء للمطحونين والواهمين بأن يدخلوا القفص الذهبي في ظل تلك (الفشخرة الفارغة) التى صارت تؤسس لنفسها بطريقة مخيفة في مجتمعنا السوداني العفيف والشريف و(القنوع). جدعة: (برادو) في شيلة..مليون دولار (سد مال)..شيلة ريحة من جزر (الواق الواق)..فستان زفاف من بريطانيا..و......(امجاد) لأخو العروس...!!!! (هذا ماوصل اليه الزواج في هذه البلاد الهاملة والمنفوخة بموية ملح البوبار)..!!! شربكة أخيرة: معقولة (زعل) أخو العروس بقى (غالي) للدرجة دي..؟