هذه القصيدة للشاعر أحمد مطر كنت أبحث عنها حتى وجدتها مؤخراً منشورة في مجلة المقاول السوداني بعنوان (كل عام وأنتم بخير أيها الأحباب) فشكراً لها أهديها إلى ثوار سوريا الذين يواجهون القمع والموت الزؤام والذبح والاغتصاب والإبادة الجماعية والتشرد وجرائم الحرب ما نقموا منهم إلا أنهم آمنوا بربهم يطالبون بالحرية والكرامة في أوطانهم من نظام عربي جسّد كل ما ذكره الشاعر أحمد مطر بأحرف من نور في رائعته على لسان أحد طغاة العرب، كنت أود كتابتها بالطريقة التي كتبها بها بالقافية الحرة ولكن حجم العمود لا يسمح فمعذرة لكنها لا تفوت على القارئ.. يقول: أنا السبب في كل ماجرى لكم يا أيها العرب... سلبتكم أنهاركم والتين والزيتون والعنب... أنا الذي اغتصبت أرضكم وعرضكم وكل غال عندكم... أنا الذي طردتكم من هضبة الجولان والجليل والنقب والقدس في ضياعها... كنت أنا السبب.. نعم انا.. أنا السبب... أنا الذي لما أتيت، المسجد الأقصى ذهب.. أنا الذي أمرت جيشي في الحروب كلها بالانسحاب فانسحب.. أنا الذي هزمتكم... أنا الذي شردتكم وبعتكم في السوق مثل عيدان القصب... أنا الذي كنت أقول للذي يفتح منكم فمه: Shat Up نعم أنا.. أنا السبب في كل ما جري لكم يا أيها العرب... وكل من قال لكم غير الذي أقوله فقد كذب.. فمن لأرضكم سلب؟ ومن لمالكم نهب؟ ومن سواي مثلما اغتصبتكم قد اغتصب؟ أقولها.. صريحة بكل ماأوتيت من وقاحة وجرأة.. وقلة في الذوق والأدب: أنا الذي أخذت منكم كل ما هب ودب ولا أخاف أحدا.. ألست رغم أنفكم أنا الزعيم المنتخب؟! لم ينتخبني أحد.. لكنني إذا طلبت منكم في ذات يوم طلباً.. هل يستطيع واحد منكم أن يرفض لي الطلب؟ أشنقه.. أقتله.. أجعله يغوص في دمائه حتى الركب.. فلتقبلوني هكذا كما أنا.. أو فأشربوا من "بحر العرب".. ما دام لم يعجبكم العجب ولا الصيام في رجب... فلتغضبوا إذا استطعتم.. بعدما قتلت في نفوسكم روح التحدي والغضب.. وبعدما شجعتكم على الفسوق والمجون والطرب... وبعدما أقنعتكم أن المظاهرات فوضى ليس إلاّ، وشغب.. وبعدما علمتكم أن السكوت من ذهب.. وبعدما حوّلتكم إلى جليد وحديد وخشب.. وبعدما أرهقتكم وبعدما أتعبتكم حتى قضى عليكم الإرهاق والتعب.. يامن غدوتم في يدي كالدمى كاللعب.. نعم أنا.. أنا السبب في كل ماجرى لكم.. فلتشتموني في صلاتكم ورددوا: ((تبت يداه مثلما تبت يدا أبي لهب))... قولوا بأني خائن لكم وكلب وابن كلب ماذا يضيرني أنا؟! مادام كل واحد في بيته يريد أن يسقطني بسوطه وبالضجيج والصخب.. أنا هنا، مازلت أحمل الألقاب كلها وأحمل الرتب.. أطل كالثعبان من جحري عليكم، فإذا ماغاب رأسي لحظة ظل الذنب! هل عرفتم من أنا؟؟؟ أنا رئيس دولة من دول العرب!!!