يسود المشهد الجنوبي حالة من الاضطراب والارتباك، وجو مشحون بالشائعات، عزز ذلك قرار رئيس دولة الجنوب المفاجىء بقطع زيارته للصين وسط أنباء عن محاولة انقلابية بجوبا، وأدى تأخر وصول سلفا إلى جوبا أمس بعد توقف طائرته بمطار دبي للتزود بالوقود إلى المزيد من الحالة (الارتباكية) ، قبل أن تصدر حكومة الجنوب بياناً مساء أمس وجهته عبر وسائل الإعلام المحلية طالبت فيه المواطنين الجنوبيين بالاحتشاد اليوم أمام ضريح مؤسس الحركة الشعبية د.جون قرنق للاستماع لخطاب مهم، ظل نائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار يتردد على مطار جوبا حتى عصر أمس في انتظار وصول سلفاكير حيث شاع على نطاق واسع أن طائرته ماتزال تربض في مطار دبي بالإمارات العربية في طريق عودتها من الصين . تمرد الأنواك ويأتي خطاب سلفا بالتزامن مع تعالي الاصوات المؤيدة للثوار الجنوبيين الذين يناهضون حكومة ميارديت ويسعون لإسقاطها ولم تكن جوبا وحدها التي سادها مناخ التوتر إذ تقاطرت المعلومات من مدينة بور تؤكد تمرد قبيلة الأنواك على سلفاكير بحجة عدم تمثيلهم في سلطة الجنوب الأمر الذي أدى لاشتباكات بين بعض أفراد القبيلة والجيش الشعبي . مصادر وافرة الاطلاع تحدثت ل(السوداني) قالت إن ثمة انقسامات تشهدها أوساط الحركة الشعبية التي ضربتها موجة من الانشقاقات حيث يرى بعض القادة أن سلفاكير أضحى مصدر قلق حقيقي فيما يرمي آخرون للوقيعة بينه ومشار خاصة عقب قيادة الأخير لأفراد قبيلته والهجوم على هجليج الذي يرونه مسعى من مشار لطرح نفسه بديلاً لسلفاكير. تعبان يعفي مستشاره غير بعيد عن هذه التطورات القرار المفاجىء لوالي ولاية الوحدة تعبان دينق بإعفاء مستشاره للشؤون الأمنية مايكل شان جيك عقب اختراق المخابرات العامة في السودان لهاتف تعبان والتقاطه مكالمة أمر فيها الجنود بحرق آبار النفط في مدينة هجليج وقالت مصادر (السوداني) بولاية الوحدة أن تعبان دينق عين ابن خالته مينجو دك في منصب المستشار للشؤون الأمنية ويعتبر داك من قيادات حزب المؤتمر الوطني الجنوبية للفترة قبل اتفاق السلام الشامل حيث شغل منصب المحافظ في مدينة ربكونا حتى آخر حكومة قبل الاتفاقية. وأكدت المصادر أن تعبان منح مايكل شان الذي عمل باستخبارات الجيش الشعبي وكان عضو فريق مراقبة وقف العدائيات منصباً وزارياً واختاره نائباً للوالي في وقت وصف فيه المراقبون خطوة تعبان دينق بتقريبه من هم محل ثقته بمنحهم المناصب الأمنية وأشار المراقبون إلى أن مينجو يتمتع بعلاقات وثيقة بنائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار بجانب انحداره من فخذ كبير لقبيلة النوير حيث ينتمي مينجو لمجموعة "بل" التي ينحدر منها ايضاً فاولينو ماتيب وعدد من القادة العسكريين لجيش الجنوب الشعبي.