تنطلق اليوم فعاليات الملتقى الاقتصادي السوداني القطري الثالث وسط توجيهات من الخبراء بضرورة مواصلة الاصلاح الاقتصادي بتحسين الادارة الاقتصادية والاهتمام بتصميم وتنزيل المشروعات المستهدفة وتوفير المناخ الملائم للاستثمار والعمل الاقتصادي المباشر، موضحين أن الاستثمارات الاجنبية المباشرة بالبلاد تعد الافضل من نظام الشراكات وهي التي تحقق النجاح. رحب سعود البرير رئيس الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني بزيارة وفد رجال الاعمال والمستثمرين من دولة قطر الشقيقة إلى البلاد للمشاركة في اعمال الملتقى الاقتصادي السوداني القطري الثالث الذي يعقد بالخرطوم في الرابع من ديسمبر الجاري تحت شعار "نحو شراكة استراتيجية " برعاية النائب الاول لرئيس الجمهورية على عثمان محمد طه النائب الاول وبحضور سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ولي عهد دولة قطر، وجدد البرير في تصريحات صحافية امس تأكيده أن زيارة الوفد القطري تعتبر بداية مرحلة جديدة للدفع بالعلاقات المتميزة بين البلدين إلى آفاق جديدة من الشراكة الاستراتيجية وتحقيق المصالح المشتركة. نسعى لإحداث نقلة في العلاقات الاقتصادية وقال البرير إن تطور العلاقات السياسية والاقتصادية بفضل رعاية القيادة بالبلدين اسهم في تقوية وتعزيز علاقات القطاع الخاص بالسودان وقطر معا، وأن هناك تجارب عدد من المشروعات الاستثمارية القطرية الناجحة بالبلاد، مضيفا أن الملتقى السوداني القطري يعتبر سانحة جديدة لإحداث نقلة جديدة في علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري الاستراتيجي بين البلدين، مبيناً أن الملتقى سيطرح عدداً من الفرص الاستثمارية في المجالات ذات الاولوية والتي تم التركيز عليها في انفاذ البرنامج الاسعافي الثلاثي للدولة مثل مشروعات الامن الغذائي والصناعة والتعدين والطاقة والتصنيع الزراعي، داعيا إلى ضرورة اعطاء الاستثمارات القطرية بالبلاد اهمية خاصة وتهيئة المناخ الملائم لاستثماراتهم لجذب رؤوس الاموال القطرية للاستثمار، معلنا استعداد القطاع الخاص السوداني للتعاون مع رصفائهم القطريين لبحث فرص الاستثمار. الاستثمارات الأجنبية المباشرة أفضل وقال الاقتصادي دكتور محمد عبد القادر ابوقصيصة إن اول برنامج استثماري شهدته البلاد تم في عهد الاربعينيات والذي يعتبر اهم منشط وفي حالة استمراره لحقق النجاحات للبلاد، وبعده توالت ما بين الخطط الزمنية المختلفة والبرامج الاقتصادية المختلفة، ثم جاء البرنامج السداسي الذي طرح اول برنامج استثماري زراعي وشهد الدخول الاول للاموال العربية للبلاد، مضفيا أن الاستثمارات القطرية القائمة حاليا تركزت في قطاعات الثروة الحيوانية والانشاءات والعقارات والمال حيث أن الاستثمار الزراعي مثل فرصة جيدة للتوسع الرأسي الزراعي بينما مشروعات يأتي قطاع التشييد والبنيات التحتية ضمن الاولويات التي وضعت في اول برنامج استثماري للبلاد، مبينا أن الاستثمارات القطرية المباشرة نتائجها ايجابية، مؤكدا أن الاستثمار الاجنبي المباشر يعتبر هو الافضل والذي حقق النجاح والطفرة خاصة وأن البلاد تمر بمرحلة فيها العديد من المتغيرات الاقتصادية عقب الانفصال. واوضح الخبير في الاستثمار بروفسير آدم مهدي أن انعقاد أي فعالية في محور الاستثمار داخليا أو خارجيا تعد فاشلة إن لم يصحبها تغير فعلي للقوانين الخاصة بالاستثمار تواكب التطور الذي يحدث في العالم الخارجى ويعمل على جذب الاستثمار، والاتجاه إلى الاستفادة من التجارب والخبرات في تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار، وقال ل(السودانى) إن قطاع الاستثمار المحلي يحتاج إلى عمل واقعي وليس "كلام " يسهم في ايجاد المناخ بتفعيل القوانين وتوحيدها على مستوى المركز والولايات، والحد من"السماسرة " الرسميين من خلال ايجاد جهة واحدة مسؤولة عن المعاملة المباشرة في الاستثمار، كما يجب تسهيل الاجراءات والالتزام بالجدية والمصداقية في اداء مهام العمل اضافة إلى اتباع التسويق والترويج العلمي للاستثمار، مضيفا أن البلاد ظلت تعقد العديد من الفعاليات الاستثمارية الا أن النتائج لا ترضي الطموح وذلك بسبب غياب الجدية في تنفيذ القرارات والخطط التي يتم اتخاذها من اجل الوصول إلى الاهداف المطلوبة.