جاء في الاخبار ان السيدة بيتي شاؤ اجوارو وزيرة الزارعة بدولة جنوب السودان وفي زيارتها لتل ابيب وقعت عقدا مع الحكومة الاسرائيلية على انشاء قرية زراعية في جنوب السودان تعتمد على التكنولوجيا الاسرائيلية. وفي نفس الاسبوع جاء ان وزارة الزراعة في القضارف قد وقعت عقدا مع الصين لزراعة القطن المحور وراثيا في الولاية، اوردنا خبر القضارف لكي نقول انه من حق الجنوب ان يوقع ماشاء مع من شاء. قرأت هذا الخبر متزامنا مع طلة السيد امبيكي في تلفزيون الخرطوم في مساء الجمعة حيث جاء مستأنفا وساطته التي طالت واستطالت ومن المؤكد ان طلته هذه المرة جاءت مختلفة عن سابقاتها اذ جاء بعد ان ولعت النار بين البلدين وسالت كثير من الدماء كما انه جاء وهو يحمل في يديه قرار مجلس الامن 2046 والذي حدد له ثلاثة اشهر وبعدها يضع القلم ويخرج من قاعة التفاوض ان كان هناك اتفاق فسوف يبدأ التنفيذ وإن لم يكن هناك اتفاق يقول فشلت ويسلم الورق ليان كي مون. لابد من أن تجد طلة امبيكي منا الترحيب لانه ببساطة يسعى لايقاف الحرب بين البلدين وليس في هذه الدنيا ماهو اسوأ من الحرب ومن القلب يجب أن ندعو لامبيكي بالتوفيق وإن كان احدنا قد تشاءم بطلة امبيكي فان هذا يعني انه يريد استمرار الحرب او أن امبيكي يعيد إلى ذهنه المفاوضات بادريسها وباقانها والورها وخطيبها، وليت مولانا كمال رزق امام مسجد الخرطوم الكبير يكتفي بالدعاء لنجاح التفاوض مع حفظ كل حقوق السودان بدلا من مهاجمة وفد السودان ويطالب بتغييره فالتفاوض يامولانا ليس طق حنك وان آلية امبيكي قاضيا لكي تحكم لصاحب الحجة البليغة. فالتفاوض تحكمه موازين القوة الدولية والاوضاع الاقتصادية والسياسية في البلدين وحاجات تانية حامياني. مع ترحيبي الخاص بعودة امبيكي اصدقكم القول ان خبر وزارة الزراعة الجنوبية اسعدني اكثر بالتالكيد ليس حبا في اسرائيل انما حبا في صفحتها الجديدة مع الجنوب فعلي حسب علمنا ان اسرائيل لم تزود جنوب السودان حتى الان إلا بالخبرة والعسكرية والسلاح المتعدد الاشكال والالوان والتحريض والمؤامرات ورسم الخطط، فاسرائيل تريد دولة الجنوب دولة وظيفية ليست مثلها انما تحتها وتاتمر بامرتها لا بل تريدها صورة كربونية منها ولتحقيق اهداف اسرائيل. لابد ان اسرائيل قد ادركت ان لم تكن تدرك من قبل ان دولة جنوب السودان ليست مؤهلة لاعادة التجربة الاسرائيلية في القرن السابق، فدولة الجنوب محتاجة إلى الف باء مكونات الدولة بامكان اسرائيل مساعدتها فالتقنية الاسرائيلية المتطورة مع موارد الجنوب فرصها في النجاح افضل بكثير من المعادلة التي قال بها ملك عربي راحل (العبقرية اليهودية مع الامكانيات العربية شئ رهيب) فلتعمل اسرائيل على ان تقف دولة الجنوب على رجليها ولتقدم لها كل ما يعمرها وبعد داك "يافي الامير يافي البعير يافي الفقير"، والشرح الكثير يفسد المعنى، ورحم الله الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك، وان شاء الله يلحقنا ويفزعنا.