(الكشف) مابغطي..!!! الخرطوم : رحاب فريني إرتبطت المناسبات السعيدة بالتجهيز لها منذ وقت مبكر، فعندما يريد احد الزواج نجد جميع افراد الاسرة يستعدون لعمل الوليمة التي دائماً ماتكون غداء.. تحتوى (صينيته) علي جميع الاصناف بالاضافة الي التحلية، وبعد فترة بدأت هذه الصينية بالتلاشي لتحل مكانها جزئية (الكوكتيل) وهي الاطباق، التى تختلف حسب الحالة المادية للعريس..لكن كذلك تراجع (الكوكتيل) من وجبة الغداء وصار محصوراً على العشاء فقط، مما ينذر بغياب قادم لعادة وليمة العريس.. والاكتفاء بالعشاء فقط.. لكن ياترى ماهي الاسباب التى ادت لذلك..هل هي الظروف الاقتصادية أم أن هنالك اسبابا اخرى..؟ ابواب مغلقة: في البداية تحدثت للسوداني ربة المنزل عواطف عبدالحليم عن بيت المناسبة وقالت انه في الماضي كان معروفاً للكل وتلاحظ الحركة الدؤوبة داخل المنزل، ولكن في ايامنا هذه صار باب منزل المناسبة (مغلقاً).. وأضافت: (مايحدث هو تأثير للظروف الاقتصادية التي يمر بها المجتمع السوداني بلا استثناء، والتي تركت إنعكاسات كثيرة من بينها عجز الأسرعن المحافظة عليى كثير من العادات والتقاليد التي تميز بها الشعب السوداني فمثلاً مناسبة الزواج تحولت الدعوة من صينية الغداء التي يلتف حولها الناس ويعرفوا احوال بعضهم، تحولت الى العشاء، حيث يمسك كل منهم بصحن (الكوكتيل) ويبقى في حاله..! محنة اكثر: أما عفاف ابوبكر (عاملة) بأحد محلات السلع الاستهلاكية، فقالت :(لدي تجربتين زواج في منزلي.. الاولي كانت غداء والثانية عشاء وعملت مقارنة بين المناسبتين، ولن انكر انني وجدت ان مناسبة الغداء اكثر حميمية ومودة و(محنة)، لانها عادة سودانية عرفنا بها منذ زمن بعيد، ولكنها اصبحت مكلفة للغاية ومتعبة والمنزل لكي يرجع لوضعه الطبيعي يحتاج لفترة طويلة، لكن عندما تكون المناسبة عشاء فهي لاتكلف كثيراً، مضيفة ان المنزل يكون نظيفا ومشيرة الي ان الظروف الاقتصادية تلعب دورا كبيرا في التحكم في أمزجة الناس. لهث مستمر: بشير محمد عمر تاجر بسوق بحري قال: (إرتبطت مناسبات الزواج بالغداء وخاصة في الولايات والقرى على وجه الخصوص ولا نجد مناسبة عشاء ولا صحون كوكتيل كما يحدث في العاصمة، واظن أن ذلك بسبب روح التكافل التي تكون بين اهالي القرى، وقربهم من بعضهم، على عكس اهل العاصمة الذين هم في حالة من اللهث المستمر خلف المعايش. الكشف مابغطي: العريس المرتقب (حسين احمد) من الثورة امدرمان والذى يعمل في مجال هندسة الكومبيوتر، اختصر الحديث كله بعبارة واحدة وهي ان (الكشف مابغطي) مصاريف وجبة ووليمة الغداء، لذلك قرر كل العرسان الهجرة منها إلى العشاء الذى يعتبرونه اخف قدراً، وصمت قليلاً قبل ان يضيف: (نعم..هو حل امثل لتفادي الخسائر المادية..أما بخصوص (الكشف) فالزول الداير يديك بديك)..!!