لعل فرصة الظهور التى أتيحت للمطربات الثلاث (أفراح وريماز وصباح) من خلال برنامج أغاني وأغاني خلال الاعوام السابقة، كانت بحق من الفرص الذهبية التى تبحث عنها اية مطربة في الساحة لكي تبدأ منها مشواراً حافلاً بالنجاحات والانجازات، ولتقدم من تلك النقطة نفسها بطريقة جيدة للمتلقى السوداني، ولكن وبطريقة عجيبة جداً، فشلت اي من تلكم المطربات في فرض نفسها في الوسط الفني، وفشلت كذلك في أن تصبح نجمة مستقلة بذاتها بعيدة عن البرنامج، وصار ذكر اي من اولئك المطربات مرتبطاً فوراً بالبرنامج، بمعني أنهن صرن (فنانات برنامج)، وليس فنانات (جماهيريات)، والفرق كبير جداً بين الاثنتين. بعد هذه المقدمة اعلاه، سيخرج على الكثيرون من (المشاترين) وسيصفونني بأنني احارب المواهب، أو كما يقول البعض (قاتل النجوم)، ذلك اللقب الذى تحاول ان تطلقه علىّ (شويعرة) ملتصقة بالإعلام، ولكن لنكن صادقين مع انفسنا قبل ان نكون صادقين مع الناس، وليجيب اولئك على سؤال واحد بصدق، وهو: ماهي الاعمال الخاصة التى قدمتها اي من المطربات اعلاه منذ ظهورهن في البرنامج و(التلميع) الذى حدث لهن..؟ وهل اولئك المطربات الثلاث يمتلكن من الخامة الصوتية والقدرة الادائية مايؤهلهن لحجز مقاعدهن في البرنامج عاماً تلو العام..؟ وبعد ان يجيب البعض على هذا السؤال المركب، سيخلص لنتيجة واحدة، وهي انهن بالفعل (فنانات برامج)، تماماً مثل السمكة التى لاتستطيع العيش خارج المياه، وهن كذلك لايستطعن العيش إلا (داخل برنامج).!! لانستقصد احداً..وليس لدينا مصلحة مع اي فنان او فنانة حتى (نغتال) من اجل ان يحيا آخرون، ولكنها كلمة الحق التى ينبغى ان تفهمها جيداً اولئك المطربات، وان يفسحن المجال لغيرهن من الاصوات النسائية الموهوبة والتى فرضت نفسها بأمكانياتها الكبيرة خارج (تلميع الاستديوهات)، وذلك ايضاً من اجل ان يستمر البرنامج بصورة افضل، بعد ان بدأ ينتكس في الاعوام الاخيرة بسبب (الاحتكارية الفاشلة) التى عصفت به، وجعلته برنامجاً (يترنح). جدعة: برنامج اغاني واغاني في نسخته الاولى لم يقدم ذلك الكم المهول من الاصوات الناعمة، واكتفى بصوت واحد وهو صوت (اسرار بابكر)، فحقق اعلى معدلات النجاح والمشاهدة، وذلك يعني بالفعل ان المقياس ليس في (العددية) ياهؤلاء، وانما في (الجودة)، لذلك ابحثوا عن الجودة، ونقبوا عن المواهب الحقيقية والاصوات (البرمائية) والتى تستطيع العيش في بر المسارح.. وبحر الاستديوهات كذلك. شربكة أخيرة: إستيعاب الفنانة الواعدة (فهيمة عبدالله) ضمن كوكبة مطربات هذا العام خبر جيد، وخطوة تستحق الاشادة، والابقاء على الثلاثي (افراح وريماز وصباح) لهذا العام ايضاً ربما تكون نقطة تحتاج ل(فهامه) حتى نستوعبها.. (أو كما يقول استاذنا الفاتح جبرا).!