لا أستطيع أن أصف حالة القلق التي أصبت بها وأصيب بها كل أعضاء بعثة السودان المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بعد الخبر الذي نشرته صحيفة ديلي ميل الإنجليزية والذي يفيد أن هناك عداءً سودانياً اختفي من معسكر التدريب وذهب إلى مركز للشرطة في ليدز طالباً حق اللجوء. وقال إنه يتعرض للاضطهاد في وطن.. ولم نسلم من ملاحقات الصحفيين والإعلاميين الموجودين في المركز الإعلامي وفي الأُلمبيك بارك. لحظتها كنت أخاف أن يكون العداء المقصود هو أبوبكر كاكي بعد أن تذكرت تصريحاته التي أوردها من قبل عبر أحد المواقع الإلكترونية خاصة وأنه لم يصل إلى لندن ومازال في معسكره ببروكسل فأجريت اتصالات بالأستاذ هاشم هارون واللواء الفاتح عبد العال وقد اطمأن قلبي على أن كل العدائين المشاركين في الدورة بقيادة كاكي ملتزمون ويواصلون إعدادهم وكلهم حماس ورغبة لرفع علم السودان وأن كاكي يتوقع وصوله في الساعات القادمة للانضمام للبعثة. وعلمت أن العداء المذكور هو النذير وكان مع زميليه صدام وعثمان يحيى مشاركين في سباق بلندن وموناكو ولم يتأهلوا إلى الأولمبياد.. ويفترض أن يعدوا إلى السودان منذ الثالث والعشرين بعد أن اكتملت إجراءات الحجز وأن اللجنة الأولمبية السودانية أوفت بكل مستحقاتهم. وقد أصدرت البعثة وكذلك سفير السودان بلندن بيانين لكشف الحقيقة وأكد البيانان أن العداءين المشاركين باسم السودان موجودون وليس هناك أي فرد من البعثة طلب حق اللجوء. عموماً اطمأنت قلوبنا ولكن تبقي الحقيقة أن هناك من أرداد تشويه صورة السودان وأن ماحدث من الثلاثي أن صح الخبر أو من عثمان يحيى يثبت أن هناك مؤامرة وأن هناك من أرداد استغلال الدورة الأولمبية لتشوية صورة السودان وتحقيق أغراضه وتنفيذ أجندته الخاصة. تذكرت من قبل ماقام به السباحون الذي شاركوا في بطولة العالم للسباحة باستراليا في تسعينيات القرن الماضي ووجدوها فرصة طلبوا اللجوء وعاد رئيس البعثة الراحل المقيم عثمان الواثق وحده وللأسف فإن السياسة تفسد الرياضة وبالتالي لابد من الحذرمستقبلاً في أي مشاركة في الدول الكبيرة حتى لايأتي اليوم الذي نجد فيه كل الرياضيين لاجئين. قلبي على وطني. أخيراً أنصف عمر التوم قبل المغادرة إلى لندن لحضور دورة الألعاب الأولمبية تلقيت دعوة من الصديق العزيز كابتن السودان والموردة في العصر الذهبي عمر التوم لأتشرف بحضور لحظات تكريمه من قبل الدولة ضمن برنامج الراعي والرعية الذي تنفذه الدولة بمبادرة من السيدرئيس الجمهورية لتكريم رموز المجتمع الذين قدموا للوطن كل في مجاله وتركوا بصمة واضحة على المسيرة. سعدت كثيراً بأن يكون الكابتن عمر التوم على رأس المكرمين وإن كان هذا التكريم قد تأخر كثيراً على رجل قدم لهذا الوطن عطاء عظيماً من خلال ارتداء شعار المنتخب الوطني وحقق معه أعظم الإنجازات و كان جيله يوصف بالجيل الذهبي فعمر التوم كان نجما بارزا وهدافا خطيرا يجمع كل الصفات المطلوبة في لاعب كرة القدم بجانب تحليه بالخلق الرياضي إذ لم ينل أي بطاقة صفراء أو حمراء طوال مسيرته سواء مع الموردة أو المنتخب الوطني. والكابتن عمر التوم ينتمي لأسرة عريقة هي أسرة التوم الجرك بالموردة تميزت بالكرم والشهامة بيوتهم وقلوبهم مفتوحة وعلاقاتهم واسعة يتعاملون مع الناس بأخلاق إنسان الريف البسيط وتجدهم في مقدمة الناس في السراء والضراء. ولعب كل أبناء الأسرة دوراً في حياة المجتمع وفي الوسط الرياضي نجد أشقاءه الحاج التوم حسن أعظم رموز الرياضة ونادي المريخ واحد صناع تاريخه بجانب شقيقه مولانا عبد الله التوم الذي كان يمثل سفارة للرياضة والمريخ في دولة الإمارات دعماً بالمال والرأي ويحفظ تاريخ الموردة لشقيقهم السيد مختار التوم الكثير من الأعمال وله بصمة واضحة في تاريخ النادي وللأسرة دور أكبر في الحي والمنطقة. كنت أتمنى حضور لحظة التكريم ولكنني تابعتها عبر الاخبار وسعدت بها فشكراً سيدي الرئيس وشكراً الأستاذ علي عثمان ونسأل الله أن يمتع الكابتن عمر التوم بالصحة والعافية وأتمنى أن يأتي تكريمه من قبل الرياضيين لأن ماقدمه لايقدر بأي ثمن.