فشلت هيئة الارصاد الجوي قبل مدة، في تبيين ميقات فصل الخريف، وزي مابقولوا (خلتا على الله)، والامر هاهنا ليس بالمخيف، فنحن وفي كل عام نتفاجأ بالخريف، ولانستعد له إلا بعد أن ينتهي، وبعد أن تسقط عدد من الجدران، وتمتلئ الشوارع بالمياه الآسنة التي تظل مرتعاً للبعوض ولحشرات الخريف المتعددة، وموضوع الخريف هذا وبصراحة..أصاب ثقتنا في مقتل في أن تتطور هذه العاصمة في يوم ما، وأن تكون قبلة سياحية لدول العالم، وهذه هي الحقيقة، فعاصمة لاتستطيع أن (تُصرف حبة مويه)، بالتأكيد لن تستطيع أن (تتصرف) في شؤون السياحة، واستقبال وفود وترتيب رحلات وخلافها..!.. نعم... فقدنا الثقة في أن تكون الخرطوم مزاراً سياحياً للبشر، وتأكدنا في نفس الوقت أنها ستظل مزاراً سياحياً للبعوض..و.. في كل خريف. جدعة: أثار فسخ (بخيت) لخطوبته من (ميمي) جدلاً كبيراً داخل الحي، حيث ظل اهل (بخيت) يلمحون بالعديد من الاسباب التي استفز بعضها أشقاء (ميمي)، فكادت تحدث كارثة لولا تدخل العقلاء، و....(عربية الطارة)، لكن بالرغم من انفضاض النقاش، ظل كل الحي يسأل سؤالاً واحداً، لماذا فسخ (بخيت) خطوبته من (ميمي) التي يعشقها لحد الجنون، وبالتأكيد لم يكن يملك أحد إجابة على هذا السؤال إلا (بخيت)، والذي دخل في حالة نفسية، وأغلق عليه باب غرفته رافضاً الحديث مع أي كائن، بينما أغلقت (ميمي) على نفسها كذلك باب غرفتها، وهددت أشقاءها بالقفز من أعلى إن حاولوا الدخول إلى الغرفة عنوة وسؤالها عما حدث، وهكذا ظلت قضية فسخ خطوبة (بخيت) و(ميمي) تعيش في غموض تام، لكن بعد أيام خرج (بخيت) للشارع، وهو الامر الذي أصاب الجميع بالحيرة، فانطلق بعضهم نحوه يهنئونه بسلامة العودة، بينما انتهز بعض (الخبثاء) الموقف وظلوا يلمحون له بعبارات على شاكلة: (والله أحسن ذاتو..ربنا فكاك منها)..و(الحمد الله أخير هسي من بعدين)، لكن (بخيت) في تلك اللحظة رفع إصبعه في وجه أحدهم قبل أن يقول في حزم: (لا..ميمي أشرف من الشرف ومافيها كلام)...هنا صمت الجميع، وماهي إلا لحظات حتى تفاجأوا ببخيت وهو يردد في هستيريا: (الغلطة غلطتي أنا..ماكان نطلع في المطرة)...بعد مدة اكتشفوا أن (بخيت) فسخ خطوبته من (ميمي) بعد أن ظن أنه اكتشف أن وجهها له عدد من الألوان، ولم يعرف أن السبب الرئيسي هو إذابة (موية المطره) للكريمات التى تضعها (ميمي) على وجهها بعد أن فاجأتهم (المطرة) وهم في نزهة داخل إحدى الحدائق العامة. شربكة أخيرة: ياخي إنتا ذاتك تستاهل يابخيت..مطرتنا دي بتهدّ (البيوت)..خليك من (وش خطيبتك)..!!