الراجل و ليس الرجل في أيامنا هذه هو من يقوم بجميع التزامات المنزل المادية سواء كان زوجاً أو ابناً أو أخاً ... حتى و إن قال الكثيرون منهم " الرجالة تطير ... الرجال ماتوا في كرري " و رجلنا الذي نعنيه هنا هو الحاوي الذي يطلب منه أن يأتي بكل هذا المال لمواجهة هذا الغلاء الفادح في كل متطلباتنا اليومية...و بالحوى طبعاً. فهو مطلوب منه أن يضاعف دخله أضعاف أضعافه ليوفي بجميع متطلبات الحياة الضرورية فقط أي ليست الكمالية ابتداءً من الأكل والشرب وفاتورة المياه والكهرباء ورسوم المدارس وعلاج وكسوة أهل البيت بالإضافة إلى الاجتماعيات من فرح إلى كره ..ولنتناسا العزائم والولائم ... والقائمة تطول . فمن أين يأتي بهذا المال إن لم يكن حاوياً. أما الساحرة فهي الأم أو الزوجة التي يجب أن توظف هذا المال المحدود قيمةً وليس عدًا .. فتمتلك العصا السحرية لتضرب عليها وبقوة السحر التي تمتلكها يكفي المال متطلبات الحياة اليومية وليست الأسبوعية ومن المحال بالتأكيد أن تكون الشهرية و على الساحرة أن تكون يقظة فلا تنام و لا حتى تغفو حتى لا يهرب فلس ولا قرش من الدائرة المغلقة الأحكام التي وضع فيها ... بل يجب أن " ترقد" على هذا المال الشحيح حتى يفقس ليغطي منصرفات المنزل دون أن تساءل عن الزيادة أو تتذمر من النقصان..و لظهور الحاوي و الساحرة في مجتمعنا اليوم يدفعنا ذلك للتفكير في مسابقة سودانية على وزن البرنامج الشهير مواهب العرب. “ “. وهنا المطلوب“ Arabs Got Talent “ موهبة واحدة فقط للفوز وهي كيفية توظيف هذا الدخل القليل جداً لكل هذه الاحتياجات ...ولكن مع إصرار الحاوي للساحرة بأن تقلل الصرف مقارنة بما مضى، يتنازلان عن بعض الضروريات مراعاة للوضع الاقتصادي الراهن . نعود لأرض الواقع لنقول ماذا سيحدث إن لم نكسِ العيال ملابس العيد و لم تفوح رائحه الخبيز من كل منزل فرحة بالعيد و لم تحدث بعض التغيرات في المنزل و لم نقدم الحلوى والعيدية للأطفال في يوم العيد و لم ... و لم ... و ينتهي العيد كما انتهي شهر رمضان و لم تفوح رائحة " الحلو مر " بين المنازل إلا في ما قل و ندر ... و لم تقم المآدب إلا في منازل محدودة. و يبقى الحاوي و الساحرة في حالة سباق معاً لتنتهي المسابقة و لم يفوز أحد ... فلا حتى من يملك المال يستطيع أن يكون حاوياً و لا حتى العصا السحرية يمكن أن تنقذ الحال و لكنا نقول ربما بقليل من التنازلات والكثير من الصبر و الدعاء يمكن أن يتغير الحال ... إن رضي الله علينا .... و الله المستعان . عواطف فرح هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته