غاب السودان كالعادة عن المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية للمعاقين والتي انطلقت الأسبوع الماضي بلندن عقب انتهاء الدورة الرسمية واختفى علم وطننا عن طابور العرض وسارية الدورة ولا أبالغ إن قلت إننا الوحيدون خارج قائمة المشاركة .. وكواحد من المنتمين لهذه الشريحة بعد أن أصبت بكسر في السلسلة الفقرية إثر وقوعي من الحائط كشقاوة الأطفال وأنا في سن السادسة وحدث خطأ في العلاج أجد نفسي جزءا من هذه الشريحة الهامة وبالتالي أقول إن من تسببوا في حرمان المعوقين من حقهم الشرعي ارتكبوا جريمة إنسانية ضد فئة أثبت غالبيتها أن الإعاقة تصنع الإبداع ووضعوا بصمة واضحة في مسيرة بلادنا وحققوا من الإنجازات ماعجز عنه أصحاب الجسم السليم وأثبتوا أن مقولة العقل السليم في الجسم السليم لا تعني سلامة الجسم من الإعاقة وإنما السلامة في العقل وقوة الإرادة. شاهدنا في طابور العرض دولا أقل بكثير عنا إمكانيات وأفقر حالا تحرص على المشاركة وإعطاء المعوق حقه باعتباره مواطنا صالحا يمكن أن يحقق أعظم المكاسب للبلد فليس الغرض من المشاركة تحقيق الميداليات ولكنه أعظم وأسمى يساهم في دعم الروح المعنوية للمعوق ويزيد من قوة إرادته ويفجر طاقاته ويمكن أن يحقق نتائج تبيض وجهنا من فشل بعثة اللجنة الأولمبية . مؤسف أن يكون العذر عدم إيجاد المال كما علمنا من وزارة الشباب والرياضة التي سافر وزيرها للدورة وبرفقة مدير الرياضة الذي مكث قرابة العشرين يوما بلندن وأقام في فندق خمس نجوم دون أن يستفيد البلد من وجوده وميزانية سفرهما تغطي سفر بعثة المعاقين وهي الأهم ولكن كعادة المسئولين في الوزارة لم يتخلفوا عن أي سفرية حتى مؤتمرات صغيرة بسبب المالية فيما تحرم البعثات الرياضية بشماعة المالية. عموما ماحدث أمر يفرض علينا أن نفتح ملفه مع اتحاد المعاقين ووزارة الشباب والرياضة في أعدادنا القادمة. حروف خاصة المنتخب الوطني هو الأهم الآن ويجب أن يكون الحديث عنه حتى يحقق نتيجة مريحة يوم السبت القادم تؤمن مباراة الإياب وتجعل منها حفل زفاف للنهائيات . دور كبير ينتظر إخوان الصحاف والجنيد لدعم اللاعبين على طريقة دعم الهلال والمريخ وأتمنى أن يترك الإعلام الرياضي الحديث عن أزمة البرنس واتهامات قلق.