الدين الإسلامي قال بحرية الرأي والتعبير (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي).. فالحرية قيمة إنسانية.. حرية للحق لا تبعية لباطل.. حرية للتعبير ترتبط بحرية الآخرين.. حتى لا تكون فوضى تنتهك حرمات الناس.. فالحرية الصحفية.. رسالة لتنمية المجتمع متى يكون المجتمع.. مجتمعاً يتسم بالخير.. فرسالتها توفير المعلومات الصحيحة والآراء والأفكار للوصول إلى خلق رأي عام.. يقود المجتمع إلى النماء والإستقرار.. مجتمع انساني تسوده المحبة والوئام.. حرية تمنح الانسان أحقيته في المعرفة والمشاركة في صناعة الحاضر والمستقبل.. فأي انتهاك لهذه الحرية تنتزع منه حقه الانساني.. وفي المقابل يتعطل التطور ويتعطل العقل.. ويفقد الانسان آدميته كمخلوق أكرمه الله بالعقل «وكرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر..» فالتكريم له بالعقل .. لا بتعطيله.. ولا بقمعه فهنا يتوجب شراً على الحاكمين.. إفساح المجال للحريات الصحفية.. فالفاروق قال «لا خير فيكم إن لم تقلوها ولا خير فينا إن لم نسمعها».. الصحافة تقول الحقيقة بدون تزيف.. تلتزم الصدق في ما تقول.. دون تزيف وتخريف تبتعد عن الإثارة الضارة.. تبتعد عن التعريض والتشهير بالآخرين والإستهتار.. تراعي حقوق الآخرين وعدم المساس بحرياتهم أو التدخل في حياتهم الشخصية.. وإلا ستكون أداة هدم ووبال على المجتمع.. فما دمر المجتمعات الغربية وأفقدها قيمها إلا الحرية المطلقة النابعة من الفلسفة الليبرالية .. التي جعلت الحرية الفردية هي «الحرية».. فالحرية الليبرالية تنتهك حرية الفرد وتهدم قيم المجتمع.. فهي حرية على حساب التضامن الإجتماعي .. فلا تأخذ الحرية الصحفية بعدها الأخلاقي.. إلا بإحترام أخلاقياتها.. التي تحرم الإعتداء على حرية الآخرين.. فالإلتزام المهني.. برش رسالة صحفية مسئولة.. قادرة على الايام بدورها.. بل إن التي «تقول» تقابلها السلطة التي «تفعل» .. فالسلطة الواعية هي التي تطلق الصحافة «لتقول» .. فأي تكميم لها.. سيكون خصماً على السلطة والسلطة الرشيدة هي التي تمنح الصحافة مساحة «لتقول» .. حتى تبصرها بمواضع الضعف والخلل.. فالصحافة هي التي تقوى السلطة.. وذلك بكشف الذلل .. فما أضر الحكام.. إلا صحافة التطبيل والمدح .. «فالبرافدا» السوفيتية هدفت سلطة اتحاد الجمهوريات السوفيتية بتطبيلها واخفائها للحقائق.. وكذلك صحف بقية دول المنظومة الاشتراكية.. فالسلطة التي تحرم أقلام الصحافة.. تحرم نفسها من معرفة الحقيقة.. فيكون هذا الحرمان خصماً عليها.. فالصحافة جهاز رقابي لا يملك حق التشريع.. لكنه يبصر ويخلق رأي.. يساعد السلطة.. فلا أدري لماذا تريد السلطة أن تكون الصحافة عدواً ؟ لماذا تعمل على انتزاع حقها.. وهو حق مشروع جاء به الاسلام.. ووافقته كل الأديان والشرائع .. فالحرية في الإسلام هي أصل.. لا تهبه سلطة ولا جماعة.. حق رباني لأجل مصلحة المجتمع.. فكبت الحريات وقمع الصحافة.. يولد العنف ويعلو من الإستبداد والتسلط.. فيولد فرعون وهامان.. وقيصر ونيرون فساعتها يقع الطوفان وتزلزل الارض بما رحبت.. فيهلك كل الطواغيت والجبابرة .. فدولة الظلم ساعة والله المستعان!!