* أيام قليلة بقيت من إكمال عام كامل على هروب المتمرد المأفون مالك عقار.. وفي هذا العام الذي مضى نجرد الحساب بعد هروب عقار.. فالدمازين التي عدت إليها بعد عام.. آخر زيارة لها كانت أيام الأحداث التي شهدتها الدمازين.. وليس من رأى كمن سمع.. فالدمازين التي ظللت أتردد عليها ولا أدعي انني أعرف كل دهاليزها وخفاياها.. ولكن أقر إنها من أهم إهتماماتي كصحفي.. ولا أقول كما قال الزميل الصحفي الكبير زكريا حامد.. إن أحمد الشريف هو «هاني أرسلان» النيل الأزرق.. أي الصحفي المتخصص في النيل الأزرق.. كما الصحفي المصري «هاني أرسلان» متخصصاً في الشأن السوداني.. لكن أقول وبصدق إن للنيل الأزرق وقع خاص في نفسي.. مما جعلها من أهم إهتماماتي.. * نعود إليها ونجرد الحساب كما قلت بعد أن تطهرت النيل الأزرق من «رجس» عقار.. عميل الأمبريالية والصهيونية.. بطواف حول المدينة.. شهدت ما تم في المجال العمراني والتخطيط.. فندق خمسة نجوم.. أشبه بقصر المؤتمرات بمراكش.. تحفة معمارية تطل على النيل الأزرق.. ومن هنا يمكن أن يبدأ مشروع صناعة السياحة.. فهذا الجهد ورائه الوزير جودابي.. المتابع لكل صغيرة وكبيرة.. وهناك مشروعات مياه الشرب.. محطة جنوب الدمازين ومحطات في الريف.. والعمل يجري في مبنى المجلس التشريعي للولاية.. ذلك المجلس الذي يتخذ من مدرسة قديمة «مجلساً» و «فاشراً».. والفاشر هو عند أهلنا في دارفور.. هو المجلس ومباني لوزارات وطرق داخل المدينة.. هناك حراك معماري لا تخطئه عين.. ليدعنا نسأل أين هي الأموال التي دخلت خزينة حكومة النيل الأزرق؟؟ هناك مليارات للتنمية.. وصلت من المركز للولاية.. أموال لتأثيث بنيات تحتية.. لم تر النور.. طريق الكرمك.. طريق قيسان.. محطات المياه في الروصيرص والدمازين.. المدارس.. كلها لم تر النور.. فقد «لهفها» سير طاحونة عقار.. فالأموال ذهبت لجيبه وجيوب المقربين منه.. وذهبت لشراء أصحاب الذمم.. فمالك كان اما أن يشتري الذمم.. أو يستعمل سيف السلطة على مخالفيه.. فهناك حكايات وقصص تروى عن هذا الديكتاتور الذي لم تعرف منه الدمازين.. غير الخراب والدمار.. فالدمازين من بعد عقار.. أخذت تنمو نمواً ظاهراً.. الطرق.. المرافق الصحية.. مبنى أمانة الحكومة.. اكتمل وستنقل الحكومة في الايام القادمة لتأخذ الدولة هيبتها.. في أيام عقار.. كانت الدولة تدار من مركز مالك عقار الثقافي.. فمن القصر «الامبراطوري» كان مالك يدير النيل الأزرق.. وإلى خارج دائرة السلطة الإتحادية.. فمالك لم ينهب المال وحده.. ولم يفسد الضمائر وحدها.. فمالك عقار خرب الخدمة المدنية.. جاء بمن لا يملكون مؤهلات ولا خبرات في دفة قيادة الخدمة المدنية.. والآن تم إصلاح كامل للخدمة المدنية.. وإصلاح لإدارة المال.. إصلاح جذري أحدثه د. سليمان مطرف وزير المالية.. فالاصلاح في الولاية بدأ من المالية.. فانعكس على الوزارات والمؤسسات الأخرى.. إصلاح رتب المواعين الايرادية.. وقنوات الصرف.. إصلاح الهدف منه سد قنوات الفساد وبالطبع هذا العمل المضني لابد أن يقابل بالرفض من البعض.. فأصحاب المصالح.. دوماً لا يرون إلا أنفسهم فالدمازين بعد عقار بدأت تتعافى من أمراض عدة.. الصراعات السياسية داخل الحزب الحاكم.. بدأت تتلاشى بعد أن تبين الرشد من الغي وعرف كل أناس مشربهم.. وبالتأكيد الإصلاح السياسي له تأثير وإرتباط بالإصلاح التنفيذي.. فهناك إنسجام وترابط وتواصل بين الجهازين السياسي والتنفيذي.. فهذا هو سر نجاح هذه الحكومة.. التي أمامها تحديات جسام.. فهي الآن في سنة أولى.. إصلاح ما خربه عقار.. فالدمازين التي رأيتها وهي تعيش خريفاً مطيراً.. نجحت محليتها بقيادة المهندس الشاب الطيب أحمد الخليفة وأركان حربه بقيادة الإداري الخبير صديق موسى.. في تصريف المياه.. فهناك متابعة يومية من المحلية للمصارف.. لكن أعتقد أن الدمازين التي هي قبلة لأهل الولاية بوصفها العاصمة.. بحاجة إلى دعم.. ولا أعتقد أن إيراداتها يمكن أن تكفيها.. فالدمازين استقبلت إعداد مقدرة من العائدين .. فضلوا أن يعيشوا فيها.. لذا فانها مدينة «استثنائية».. * وأخيراً.. الدمازين بعد أن تخلصت من عقار.. بحاجة أن تتخلص من النفايات بحاجة إلى عمل مشروع لتخلص من النفايات بحاجة إلى أجهزة إعلامية لتوعية جمهورها وتثقيفهم.. ثقافة صحية.. تسبق مشروع النفايات.. ورمضان كريم أهلي وأصدقائي وأحبتي في الدمازين..!!