تنطلق اليوم المؤتمر الاقتصادي العربي الذي تستضيفه الخرطوم والذي سيخاطبه رئيس الجمهورية منذ سنوات عديدة نسمع بان السودان سلة غذاء العالم إلا أن هذا الحلم لم يتحقق لاعتبارات كثيرة ممثلا في عدم توفر البنى التحتية من خدمات الكهرباء والطرق وغيرها من يجتمع في الخرطوم وزراء الاستثمار والمالية والصناديق العربية لوضع رؤية حول كيفية جعل السودان سلة غذاء العالم. اجتماع محورة المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية في القمة العربية مؤخراً حيث وجدت القبول والإستحسان. الاجتماع ستعرض فيه إمكانيات السودان من الأراضي الواسعة والمياه والثروة الحيوانية والسودان يرمي لتحقيق معادلة تمويل مشروعات البنى التحتية مقابل الأمن الغذائي المعادلة صعبة ، لكن إذا ما توافرت لها أسباب النجاح فان ذلك سيفتح على السودان آفاقاً جديدة. نحن دائماً نضع خططاً قصيرة الأجل فقد أصابت الحكومة هذه المرة بانها ربطت الأمن الغذائي بتوفير الخدمات وهو ما يحتاجه السودان لذلك على الحكومة أن تعمل على إنجاح هذا اللقاء وأن تقوم بتذليل كافة المشاكل والمعوقات التي تعترض العمل الإستثماري بالبلاد خاصة موضوع الخارطة الإستثمارية القومية التي ترتب مستقبل الإستثمار بالسودان إن مخرج الدول الإيرادي الوحيد هو الإستثمار، فالسودان قادر على تحقيق الأمن الغذائي للعالم العربي، فالخريطة الإستثمارية تستطيع أن توفر المعلومات الصحيحة التي يمكن أن ترسم صورة واقعية لامكانات السودان. الحدث كبير جداً وإذا ما توافرت له أسباب النجاح فان خيراً كثيراً ينتظر السودان والاجتماع جاء في وقت تحتاجه البلاد حيث لا يخفى على أحد الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد، وهي في ظروف تتطلب تضافر كافة الجهود وبذل غاية العطاء وتقديم كل ما يمكن تقديمه من رؤى وأفكار ومقترحات ودراسات آجلة وعاجلة تمكن من تجاوز الصعاب بإيجاد الحلول الناجزة والناجحة خاصة وأن الاجتماع يفيض بأهل العلم والدراية في مجالات الاقتصاد والاعمال بفاعلية وهمة وهو يمثل فرصة واسعة في اثرائهم للجلسات بالنقاش المستفيض المثمر والأفكار الناضجة وتناول الموضوعات بما يستحق من أخذ ورد وصولا للغايات المرجوة وهو الأمن الغذائي العربي. يظل الإستثمار البوابة الرئيسية لتحريك النشاط الاقتصادي وزيادة الانتاج كما سيظل قطاع الاعمال المرتكزة كل نهضة والسبيل لقيادة اي تطور وكذلك تظل الخدمات والبنى التحتية مطلوبة فبدلا من تحريض الرأي العام العربي لجعل السودان سلة غذاء العالم العربي وتذليل كافة المشاكل والمعوقات التي تعترض مشروعات الأمن الغذائي بالسودان وتوحيد جهود كافة الدول العربية من أجل تقديم نموذج فعال ومتطور ليكون السودان سلة غذاء العالم العربي.