ربما سمع جميعنا بعبارة منسوبة للقائد الاموي (الحجاج بن يوسف الثقفي) الذي اشتهر بالشدة والقسوة وعدم التورع في قتل معارضيه، تلك العبارة التي قالها عندما ولي حاكماً على العراق :»إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، وإني لأرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى، ومن البلية أن يكون الرأي بيد من يملكه دون من يبصره، إني لأحتمل الشر بثقله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله»، مقولة جسدت (ديكتاتورية) الحجاج وسطوته، وكانت مثالاً حياً على بطش حكام بني امية واضطهادهم للشعوب التي حكموها، ووثق التاريخ لعصرهم باعتباره الاكثر دموية، بالرغم من مرور قرون على تاريخ حكم الحجاج إلا أن عبارته الغارقة في الدموية ظلت متناقلة في حالة توثيق للانظمة الدموية التي حكمت المنطقة آنذاك. ما دفعني للعودة قروناً للوراء، والاستشهاد بمقولة الحجاج بن يوسف هو حديث منسوب لمعتمد حلفا الجديدة يشبه تماماً مقولة الحجاج في خطبة توليه امارة العراق، المعتمد عبدالرحمن حسن فضل توعد مخالفيه الرأي بقطع رؤوسهم، وكأننا في عصر الحجاج حيث كان القانون هو السيف وبطش السلطان، اين يعتقد السيد المعتمد نفسه؟، ومن هم مخالفيه الذين توعدهم بقطع الرؤوس؟، حديث صادم ويوضح حجم مأساتنا، ومستوى التردي الذي وصل اليه الخطاب السياسي والحكومي في البلاد حتى وصل الامر لتهديد بقطع الرؤوس. من المسؤول عن تعيين هؤلاء المعتمدين والمسؤولين؟، وما هي معايير تعيينهم؟، وكيف يتم اختيارهم؟، ومن هم هؤلاء؟ مسؤولين ام سفاحين ام قطاع طرق؟، امر مثير للاشمئزاز والتقزز، من يعتقد نفسه هذا المعتمد؟، هل يظن اننا محكومين بقانون الغاب؟، حتى يتسنى له قطع رؤوس مخالفيه، وبعد هذه العبارة المقززة المستفزة هل سيبقى هذا المعتمد في منصبه ام سيقال فوراً؟ لأنه غير مؤهل ولا أمين لان يكون قائماً على امر مواطنين وحاكماً لهم. واتمنى أن يطالب مواطنو حلفا فوراً بابعاد هذا الرجل عن منصبه وأن يحاسب بالقانون على ما ادلى به من حديث غير مسؤول.