نتيجة للاهتمام الإعلامي الدولي بوباء (ايبولا) المنتشر في منطقة غرب افريقيا، سيطرت على السودانيين حالة من الهلع خشية انتقال المرض القاتل إلينا، بالرغم من المسافة الجغرافية الشاسعة بين السودان ومناطق انتشار الوباء، ولكن انتشرت الشائعات كالنار في الهشيم. وارعبت قصة الطفلة المريضة بالملاريا القادمة من ولاية الجزيرة بحسب افادات لاطباء يعملون في مستشفى ابراهيم مالك الجميع، حيث انتشرت قصتها عبر الأسافير تؤكد اصابتها بوباء(ايبولا)، والشاهد في الأمر أن الصغيرة قدمت الى المستشفى وهي تعاني من حالة (رعاف)، بالطبع لا يشبه (الرعاف) اعراض الملاريا التي يحفظها السودانيون عن ظهر قلب بإعتباره مرضاً صديقاً لهم، لذلك وجدت شائعة (ايبولا) حظًا كبيرًا من الإنتشار والتأثير، حتى هرع الكثيرون الى المستشفى لتقصي الحقائق، ثم انتقلت الصغيرة بعدها بأيام الى الرفيق الأعلى مما زاد (الطين بلة) وصارت قرائن الأحوال أقوى. لا غضاضة في هلع المواطنين وخوفهم على صحتهم، فالتركيز الإعلامي الكبير عبر الفضائيات على انتشار المرض، وأرقام الموتى الهائلة التي ترد كل صباح جعلت خوفهم مشروعاً، ولكن الخطأ الأكبر يقع على عاتق الجهات المختصة وخاصة وزارة الصحة، كان كفيل بها الخروج الى أجهزة الإعلام وتوضيح ملابسات ما حدث بدلا عن بيان هزيل بعث به الناطق الرسمي د.المعز حسن بحيت عبر الواتساب للصحفيين، حوى معلومات غير مفهومة كوصف الحالة المرضية ب(ملاريا وخيمة)، لم نسمع من قبل بطور من أطوار مرض الملاريا يعرف ب(الوخيمة)، كما لم يخل البيان من سيطرة نظرية المؤامرة على كاتبه، حيث وصف مروجي الاشاعة ب(المغرضين)، بالطبع ليس من الضروري أن يكون من روج للاشاعة جهة سياسية أو غيرها تستهدف وزارة الصحة أو البلاد، ربما يكونوا اشخاص هلعين من دخول المرض القاتل للبلاد. في تقديري إن تداول مثل هذه الشائعات والترويج لها خطأ كبير وامر غير موفق، فتأثيرها النفسي على المواطنين كبير، وضررها أكبر.