لا نفتأ هذه الأيام من الإطلاع على إعلان تخريج أطفال روضة.. أو نشاهد الإحتفال في وسائل الإعلام المرئية والأطفال يرتدون أجمل الملبوسات وبعضهم يرتدون قبعة التخرج اسوة بطلاب الجامعات، وتقام هذه الإحتفالات في أرقى الصالات بالخرطوم، ولعلمكم فان أولياء أمور هؤلاء الأطفال يتكبدون مبالغاً طائلة بهذه المناسبة، ويجدر بي أن أسأل هل يتطلب من هؤلاء الأطفال عند دخولهم الرياض شيئاً غير سن معينة من العمر للقبول بالروضة؟ وهل يتخرج البعض ولا يحالف الحظ آخرين لضعف المستوى أو الإعاقة الطبيعية؟ والإجابة كما شاهدت وأعلم فالمطلوب لا هذا ولا ذاك، وكلما هنالك دعاية لهذه الروضة ليؤمها آخرون في العام القادم ليسكبوا لأصحاب الروضة مالاً لا يدفعه طلاب الجامعات علماً بأن بعض هذه الرياض في مباني متهالكه أو في «رواكيب»، وقد أدركت وزارة التربية مؤخراً هذه الحقائق مجملة فأعلنت عدم التصديق بروضة أو مدرسة خاصة إلا أن تكون على أسس تربوية صحيحة من حيث المباني اللائقة والوسائل التربوية الصحيحة، وأن يكون التخرج داخل سور الروضة أو المدرسة لا الصالات المخصصة أصلاً لحفلات الزواج. لو رجعنا قليلاً إلى الوراء فقد كان الأطفال من منازلهم أو الخلوة في سن السادسة أو السابعة يدخلون المدرسة الابتدائية ويرتقون في تعليمهم كل المراحل حتى الجامعات ومن هؤلاء كل الكتاب والأدباء والفلاسفة والوزراء الموجودون على الساحة السياسية والتعليمية من أساتذة جامعات وغيرهم، ولم تكن للروضة حيزاً في حياتهم، أنا لا أطالب بإلغاء رياض الأطفال فلها شأن في تربية الطفل فقط أطالب بأن تكون مرحلة عادية شأنها شأن خريجي مرحلة الأساس والثانوي خالية من الإحتفال المبالغ فيها الباهظة تكلفتها لأولياء الأمور. سابقاً كنا نسمع فقط بتخريج الكلية الحربية وكلية الشرطة وحتى هذه تتم في كلياتهم أو دور الرياضة حتى الآن وليست في صالات. لا يرتدون غير «الكاكي» لبسهم الرسمي المميز طيلة فترة عملهم قبل وبعد التخرج. إذا استمر الحال كما يحدث حالياً في رياض الأطفال فليس غريباً أن نسمع فيه بتخريج «..............» من السجن بعد ارتكابه عدة سرقات أو جريمة قتل ولا تستغربوا.......