بحمد الله وشكره دائما نعامل الناس بحسن النية ؛ إلى أن يثبت العكس, وبالشفافية وحب الخير. وأسلوب «التخدير» والمؤامرات لا نعرف شكله ولا نحبه، شعارنا البساطة في التعامل مع الآخرين ، الوزير والغفير سواسية عندنا كأسنان المشط. بعد حادثة سقوط طائرة المتعافي ونجاته من موت محقق «بحمد الله», تعاطفنا معه ، وذهبنا إليه مباركين عودته ونجاته من هذا الحادث ، ووقفنا إلى جانب أولاده صغاراً وكبار ، وإلى جوار إخوانه الذين قدروا لنا هذه الوقفة ، وهذه شيم كل أهل السودان. وبعد الحادث بيومين تقريبا حضر إلى مكتبي في الصحيفة الأستاذ جمال عنقرة ، مستشار تحرير الصحيفة.. وقال لي أنا ذاهب إلى المتعافي ، فقلت له : والله أنا ذهبت ولكنني أريد الذهاب مرة أخرى ، وقد كان ، فذهبت ومعي ابني«النوراني» وجلسنا مع شقيق المتعافي الأستاذ المهذَّب عبدالمحمود الذي كان يريد تلطيف الأجواء بيننا ، ولكن المتعافي يبدو لي أنه كان غاضبا من كتاباتنا عن وزارة الزراعة ، وأخذ يفند ادعاءاتنا واحدا تلو الآخر إلى أن توصلنا إلى اتفاق، اقترحت في البداية أن نخصص يوم في صالون الوالد الراحل سيدأحمد خليفة لوزارة الزراعة ووزيرها المتعافي ، بتنسيقٍ مع مدير مكتبه ، ولكنه رفض هذه الفكرة واقترح أن يكون اللقاء الأول في الوزارة أو في بيته مع «صحيفة الوطن»، ومحرريها المهتمين بالشأن الزراعي. وإلى هنا ظلت كل ملفات وزارة الزراعة في انتظار هذا اللقاء، حتى الملفات الجديدة أوقفنا نشرها منتظرين «دعوة المتعافي». إلى أن وصلنا مرحلة تحديد الأسبوع الذي سوف يتم فيه هذا اللقاء ، ولكن دون جدوى أو اتصال. حقيقة تفاجأت حينما قرأت في إحدى الزميلات أن المتعافي وزَّع رقاع الدعوة لكل رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة لتناول العشاء بمنزله الفاخر ، ليتفاكر معهم حول قضايا وشؤون وزارة الزراعة ، وهذه بالنسبة لنا «علامة استفهام» وتساؤل جعلنا نراجع ونتراجع. أما المراجعة فلقد كانت لأوراق «صحيفة الوطن» لنتأكد من تصديقها وثبوتيتها.. هل هي من هنا من السودان ؟ أم هي تابعة لإسرائيل أولدولة مجاورة ؟. وأما التراجع فلقد لمسنا أن الدكتور المتعافي كلامه «فشوش وونسه ساكت» ، وذلك بهدف إيقاف حملات النشر وكسب الوقت ..ولكن هيهات ها نحن عدنا وسنواصل النشر في كل ما يتعلق بوزارة الزراعة، وكل إداراتها خصوصاً الإدارة العامة لوقاية النباتات ومديرها المعاشي خضر جبريل موسى وإدارة الهندسة وإدارة القمح، وبقية العقد الفريد. غداً تحت عنوان : وزارة الزراعة قصة.. ونهايتها لسه ؛ بالوثائق والمستندات ! انتظروني بإذن الله .