تم أمس تشييع طالبين من الطلاب الأربعة الذين انتشلت جثامينهما من ترعة مجمع النشيشيبة بجامعة الجزيرة ، في أسوأ كارثة وأزمة لم تحدث من قبل بهذه الصورة المأساوية المفزعة المرعبة مما أثار حالة فوضى حول أسباب وفاتهم.. وتعود ملابسات هذه المأساة الإنسانية إلى الاضطرابات التي سادت جامعة الجزيرة في الأسبوع الماضي حيث نظم طلاب من أبناء دارفور مسيرة مطالبين بتنفيذ إعفائهم من الرسوم الدراسية استناداً لاتفاقية أبوجا للسلام. وكان الطلاب قد استنفدوا كل المحاولات لحل مشكلتهم مع المسئولين بالجامعة ، إلا أن إدارة جامعة الجزيرة لم تستجب وأغلقت دونهم أبوابها وتهرب بعض مسئولي الجامعة من اللقاء بالطلاب مما اضطرهم لتنظيم مسيرة احتجاجية، وكان الحدث الذي فاقم الأوضاع هو تصدي عناصر من اتحاد الطلاب ومجموعة من الطلاب المنضوين للحزب الحاكم لطلاب دارفور وتطور الأمر للاشتباك بالأيدي والسيخ والحجارة ، واستمرت الاشتباكات لثلاثة أيام مما اضطر الشرطة والأجهزة الرسمية بالولاية للتدخل مستخدمة الغاز المسيل للدموع وتم اعتقال مجموعة من الطلاب خلال يومي الأربعاء والخميس. وتكشفت ملامح المأساة صباح الجمعة بالعثور على جثث الطلاب القتلى، ثلاثة لحقهم الرابع يوم السبت.. وأقامت جامعة الجزيرة عند الساعة الثامنة مؤتمراً صحفياً لشرح التطورات ، ووصل الأمر إلى إغلاق الجامعة لأجل غير مسمى. وقد شهد والي الجزيرة ونائبه ومعتمد ودمدني بعترة دفن ومواراة الثرى لاثنين من الطلاب والوفيات الأربعة هم: عادل محمد أحمد الدفعة (35) زراعة دفن في مقابر عترة. محمد يونس الدفعة (35) زراعة. الصادق يعقوب عبد الله الدفعة (34) زراعة النعمان محمد قرشي – هندسة نسيج من أبناء الجزيرة (طابت) دفن بعترة. المفقودون: آدم منصور إبراهيم – هندسة نسيج. فيصل صالح آدم – الدفعة (35). وقد رابطت صحيفة (الوطن) منذ الصباح الباكر بالمشرحة وذهبت للمصرف الذي تم فيه غرق الطلاب ثم مقابر عترة وذهبت لأداء واجب العزاء للطالب النعمان محمد قرشي.