يعرف الكثيرون عن اضطراب العظمة والاضطهاد (البارانويا)فهو مرض فردي، أي يصيب الفرد فتختل معه موازين القوى العقلية كالإدراك والتفكير والتخيل...فيتخيل المريض بأنه أعظم شخصية في العالم وأنه من سلالة غير البشر العاديين وأحياناً كثيرة يصل تفكير المريض بأنه نبي مرسل من عند الله... وبسبب هذه الإعتقادات الخاطئة التي تقودة إلى الهلاوس والتخيلات الفكرية الغير سوية والغير مطابقة أو متوافقة مع المجتمع السوي وعدم تجاوب المجتمع معه يدفعه لأن يتخيل بأن المجتمع يضطهده ويريد أن يقضي عليه، ولكنه هو من يقضي على نفسه في النهاية ...وأيضاً هنالك برانويا الفكر والأيدولوجيا التي يرى مسائروها،ومعتقدوها بأنهاالفكرة الأصوب التي لاتشوبها شائبة وأنها منزهة عن الخطأ ولاتعرف الطريق الصواب وأنها الأجدى والأنفع في القيادة والريادة ولاتحتمل وجود أيدلوجيات وأفكار أُخرى على الساحة ولاتدري تلك الأفكار أنها تحمل داخلها أسباب موتها ... الأيدلوجيا الفكرية التي اتخذها حزب المؤتمر الوطني لابد لها من مراجعة فكرية من الجذور والأساس، ومراجعات في المواقف السياسية التي ترفض الآخر باضطهاد أفكاره وأيدلوجياته ،ونعتها بالضعيفة والهزيلة، والهايفة، وغيرها ،والتي لم تحقق للسودان شيئاً خلال ثلاثة وعشرين عاماً من الحكم المطلق في السودان تسببت بأكبر كارثة على مر التاريخ ،والزمان في فصل السودان إلى دولتين متحاربتين متنافرتين. وأصبح الشعب الواحد شعبين غريمين وخصمين ،والانهيار التام في الاقتصاد نتيجةً لانتشارالفقر، والمرض، والجهل، والانهيار في المؤسسات الصحية ، والتعليمية، والخدمية، والانتاجية، مما نتج عنه انهيار في الأخلاق ،والمثل والقيم الاجتماعية وانهيار في السلم والأمن الاجتماعي حيث الحروبات بالاتجاهات الجغرافية الأربعة وستظل الأجيال القادمة تدفع ثمناً لتلك الأيدلوجيا لعدة سنين قادمة ولن تجد إلا وطناً مثقلاً بالحروب والديون التي دُفعت في مشاريع معظمها خاسرةً.