مروي.. رصد مسيرات فوق ارتكازات الجيش السوداني    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الراحل محمود عبد العزيز من زاوية مختلفة!!
الراحل محمود عبد العزيز أول من طبق قانون حق المؤلف!! كان يغني للعاقب وماذا قال عنه الراحل حسن الزبير !؟ كرّم الخالدي وعوض جبريل وفلتت منه قصيدة رد الرسالة !!!
نشر في الوطن يوم 22 - 01 - 2013

٭ صفحات وصفحات وصحف فنية كاملة خصصت صفحاتها للراحل المبدع المقيم محمود عبد العزيز وتناولت مسيرته الفنية وسيرته الفنية الزاهرة ولكني رأيت أن أكتب وأوثق له من زاوية مختلفة تماماً ...
٭ أول مرة إستمعت فيها للراحل كان ذلك في العام 1987م حينما كنت مدعواً لحضور أمسية ثقافية بمدرسة بنات الثورة الحارة الرابعة للأساس، وذلك بتنظيم من إتحاد الشباب الوطني آنذاك لأشارك كشاعر في الأمسية الثقافية وفيها تم تقديم محمود عبد العزيز (فنان شاب) كان معه الأستاذ (صبري عثمان) وكان هو مدير مركز شباب بحري وكنت على صلة قوية بصبري والذي أعرف عنه بأنه فنان يجيد الغناء، وصعد محمود عبد العزيز للمسرح وقدم أولاً أغنية الراحل العاقب محمد حسن (يا حبيبي نحنا أتلاقينا مرة) فلفت نظر الجميع بطريقة أدائه المتفردة وسألت عنه صبري فقال لي بإنه أحد المطربين الشباب في مركز شباب بحري والحق يقال فقد أسهم صبري إلى جانب احمد الريس في صقل نجومية محمود عبد العزيز.
٭ في العام 1993م نظمت رابطة طلاب بجامعة الخرطوم جلسة فنية لمحمود عبد العزيز بالأوركسترا وجاءني الزميل الصحفي الأستاذ عبد الباقي خالد عبيد وهو رفيق درب الراحل محمود ومعه صديقي الشاعر الأستاذ مختار دفع الله وطلبا مني أن أقوم بتقديم الليلة، وبالفعل قدمتها وكان محمود وأنا أتحدث عنه يقف بجانبي في صمت مهيب وحينما غنى بهر الجميع.
٭ أول شريط سجله محمود لشركة حصاد(خلي بالك) حدثني عنه الأستاذ صلاح المبارك المدير العام لشركة حصاد وقال لي بإنه يرى في محمود (مستقبل) الفن السوداني لذلك تعاقدوا معه لإنتاج البومين (خلي بالك) و(سكت الرباب) ويعتبر محمود أول مطرب تسجل له حصاد وفق قوانين حق المؤلف، وهذه الجزئية فاتت على الكثيرين وعندما ظهرت شركة البدوي أشار لهم الأستاذ الموسيقي يوسف القديل بضرورة (التعاقد) مع محمود لأنه كموسيقي يدرك أنه سيكون نجم الشباك الأول في الساحة وقد صدق حدثه ولحن له 28 عملاً غنائياً موثقة عبر الكاسيت.
٭ تأثر الراحل محمود عبد العزيز بالمطرب الهادي حامد ود الجبل وقبله كان يمضي في ذات الإتجاه المطرب الشاب (عمار السنوسي) والذي هاجر للسعودية وهي طريقة أداء متفردة وتعود إلى المطرب الراحل (الصومالي) أحمد ربشة وقد كتب عن هذه المدرسة الزميل الأستاذ والناقد الفني (أحمد نصر) كثيراً ربنا يطراه بالخير.
٭ الأستاذ بشير السناري صاحب شركة السناري للإنتاج الفني وهو صديق لي ومختار وساهمنا في تأسيس شركة منذ بدأيتها سألته ذات مرة، وقد قام بتسجيل ثلاثة البومات غنائية لمحمود برغم توقيعه لعقد إحتكار مع شركة البدوي فقال لي محمود فنان جماهيري لا يجاري ، وفي سبيل ذلك إرتضيت أن أسجل له وأدخل في (محاكم) وبلاغات وقضايا مع شركة البدوي وفعلاً أنتج له (سبب الريد ) و(يا مفرحة) و(يا مدهشة) لعوض جبريل والثانية والثالثة للراحل حسن الزبير.
٭ عندما رأى أصحاب شركة (الروماني) بأن (السناري) وفي إطار المنافسة بين الشركات إستطاع أن يظفر بثلاثة البومات أوكلوني مع صديقي مختار بتوقيع عقد مع محمود لتسجيل البوم واحد، وبالفعل قابلناه بمنزله بالمزاد وبحضور صديقه علي مرسال، تم توقيع العقد وعندما علمت شركة البدوي بذلك أثارت الدنيا وتم عقد تسوية مع الروماني وأعتقد أن العقد لا يزال بحوزتهم.
٭ كثيراً ما كان يدعوني محمود مع مختار لحضور بروفاته وكنا نجد معه كبار الشعراء يجلسون معه ويعرضون عليه قصائدهم الجديدة، وكان يحتفى بهم، وقال لي الراحل حسن الزبير ذات مرة أنه أعجب بأداء محمود لأغنيته التي يؤديها ترباس (ست اللهيج السكري)، وقال بإن محمود أضاف كلمة (كيف) الثانية وزادها جمالاً على جمال، وقال لي بإن العربة الصغيرة التي يملكها إشتراها من عائد أغنيات سجلها له الراحل محمود عبد العزيز.
٭ حضرنا بروفات أغنية (عمري) لمختار دفع الله في منزل أحمد الصاوي (بالقماير) وكان معنا الراحل البروفيسور فيصل مكي والزميل عبد الباقي خالد عبيد وهو الذي أصر على أن تكون إضافة لمحمود.
٭ يعود التطور الموسيقي لمحمود للموسيقار الدكتور الفاتح حسين والذي أقام بقاعة (الشارقة) بالخرطوم (كونسرت) فني لشريط (سكت الرباب) بالإضافة لشركة البدوي والتي تعاقدت مع فرقة حديثة هي (النورس) و(البعد الخامس) لذلك تفرد محمود في التوزيع الموسيقي.
٭ شركة البدوي كانت تقوم بشراء الأغنيات المسموعة لعوض جبريل وأغنيات الحقيبة وتقدمها لمحمود بالإضافة للألحان التي كان يقدمها له الموسيقار يوسف القديل.
٭ جاء محمود للإذاعة وهو صغير وكان يشارك في المنلوجات والمسرحيات مع مجموعة مكونة من يوسف عبد القادر وجمال وهويدا حسن الشيخ ونزار عزت وعوض محمود محمد صالح وشريف النور وعبد الباقي خالد عبيد وطارق الأسيد.
ذهب محمود لكوستي في بداية التسعينيات وكون مجموعة طيبة من شباب العازفين ثم ذهب للأبيض وغنى مع فرقة فنون كردفان.
٭ لعب خاله الطاهر محمد الطاهر دوراً كبيراً في مسيرته الفنية.
٭ من أقرب الموسيقيين إليه صديقه عازف الجيتار ناصر تاج الدين ومحمد كنونة.
٭ آخر مرة رأيته فيها في القاهرة عندما زرته مع زوجتي وإبني نزار بشقته بالمهندسين - شارع لبنان - جوار أسماك ابو العينين - شقة رقم(1).
٭ كرٌم محمود وعبر مجموعة (محمود في القلب) عدداً من الراحلين منهم عوض جبريل والخالدي وذكر بأنه يعشق أداء الخالدي وأعلن عن تبرعة لأسرته الكريمة.
٭ كان محمود يرغب بشدة في قصيدة (رد الرسالة) لمختار دفع الله وعندما علم (السناري) بذلك ذهب بليل لمختار ووقع معه عقداً لشراء القصيدة بمبلغ مليون جنيه (بالقديم) وأسقط في يد شركة البدوي وكان محمود محكراً لها وسلمها للملحن عبد الله الكردفاني الذي قام بتلحينها، ولكن (المنافسة) قتلت الأغنية التي صرح بأنه سيحمل (سيفه) من أجلها.
٭ رحم الله فنان الشباب محمود عبد العزيز وللحديث بقية لم تكتمل.
--
قالوا عن الراحل محمود عبد العزيز
الشاعر المسلمي رمضان عضو إتحاد شعراء الأغنية السودانية..
محمود كان ريحانة الأغنية السودانية وآخر مرة قابلته فيها في الأمسية التي أقامها لتأبين الشاعر الراحل عوض جبريل وقدمت فيها قصيدة رثاء لعوض وتأثر بها محمود وطلب أن يغنيها، وقد كتبت مرثية عن محمود عليه رحمة الله ورضوانه بقدر ما قدم من فن جميل شكل به وجدان الشعب السوداني.

الشاعر تاج السر عباس..
الموت حق علينا جميعاً وليرحمه الله وقد تغنى لي بأغنيات الراحل خوجلي عثمان خاصة (يا غالية يا صبح الهنا) و(انت أتلومت فينا) وقد أداها بصورة بديعة وهو فنان بكل ما تحمل الكلمة من معنى تقبله الله وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.

الأستاذ الشاعر أحمد إسماعيل (اللورد) بحري الحلفايا..
محمود نغم جميل وهو فنان عبقري وقد زاملته في فترة الدراسة الإبتدائية والمتوسطة بمدارس بحري وكان يجيد أداء الأناشيد المدرسية، وكنت شاهداً على تطور مسيرته الفنية وعلى زواجه الأول وهو أخو أخوان و(حبوب وشيخ عرب) غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر والعزاء للصديق المهندس محمد أحمد ختمي.
حمد الريح وداعاً محمود
تحدث المطرب الكبير الأستاذ حمد الريح وعيناه تملؤها الدموع قائلاً بإن رحيل محمود عبد العزيز محزن وهي إرادة الله وقد كان مطرباً متميزاً وهو مطرب (جيل) بأكمله قدم للفن الكثير عليه رحمة الله.
--
حسين شندي حزين ..
قال الفنان الأستاذ حسين شندي بإن رحيل المطرب الشاب محمود عبد العزيز قد خلف حزناً كبيراً عند كل أهل السودان وما ذلك التدافع عند تشييعه إلا إستفتاء جماهيري على نجومية الراحل الذي قدم فناً خالداً إستطاع به تشكيل الوجدان .. له الرحمة والمغفرة.
--
ترباس أنه إبني ..
ذكر الفنان الكبير الأستاذ كمال ترباس والحزن يغالبه بأن الفنان الراحل محمود عبد العزيز يعد بمثابة إبنه وأنه كان سعيداً حينما كان يردد أغنياته، وقال ترباس نعم لقد أنتقل إبني محمود للرفيق الأعلى ولا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة.
--
دواشيات
٭ رحم الله الفنان المبدع والأسطوري محمود عبد العزيز وألهم آله وذويه الصبر الجميل (إنا لله وإنا إليه راجعون)
صدق الله العظيم.
الشاعر حامد دواش
--
ب مزاج
بعدك الأيام حزينة
عبدالعظيم أكول
- بعدك الأيام حزينة.. شايلة كل الدنيا آهة.. لا صباح طلاها بعدك.. لا حنان الريد غشاها.. الغريب والمدهش أن هذه الأغنية للشاعر المرهف تاج السر عباس والمطرب الراحل خوجلي عثمان أن المطرب الراحل (سلطان الطرب) محمود عبد العزيز يؤدي هذه الأغنية بصوته المطرب والخالد أبداً ما بقي ثمة من يرخي ويصغي السمع ويرهفه يردد بميلودية عالية التطريب والإبداع الفطري ... تمشي المقل والمحاجر بالدموع.. تسيل وتتدفق ذلالاً كما نهر النيل الخالد يغمرنا بفيضه ويزغرد (القاش) وزهور القاش وفراشات القاش الزاهية.. وتنتشي أحباس النيل الأزرق مثلما تنتشي عندما نستمع لروائع وإبداعات (الحوت) ويأتي النعش محمولاً عابراً الآفاق مداعباً للسحائب الماطرة والغيوم التي تتقافز فتتشكل لوحة سريالية بديعة تنبيء عن عظمة المولى عز وجل و(الحوت) في الملكوت الأعلى فقد رحل وثمة أغنيات لم تخرج من حنجرته الذهبية فلطالما طمح (الحوت) لشعبه من الشباب والفقراء والبؤساء وجموع المسحوقين تحت وطأة الفقر الذي لا يرحم..
رحل (محمود) وأغنيات بطعم (الشهد) لم تخرج بعد والحاناً بديعة صارت ثكلى و(موجوعة) حد الوجع.. نعم رحل محمود وهذه إرادة المولى عز وجل.. وأن العين لتدمع والقلب يحزن ولكنا لا نقول إلا ما يرضى الله .. فقد رحل وخلف تراثاً فنياً باذخاً وإستطاع تشكيل الوجدان السوداني وهو بالطبع (فنان جيل) غنى فأبدع وأشجى وتغنى لنا جميعاً وللإنسانية جمعاء وصار ملهم الشباب الذين تعلقوا به وهي صورة مشابهة تماماً لما كان عليه المطرب العالمي الراحل (مايكل جاكسون) وكلاهما نسيج وحده في عالم الطرب والفن الشفيف والموت حق علينا جميعاً وهو (الموعظة الكبرى) كما ذكر بذلك الإمام الشافعي و(كل نفس ذائقة الموت) ولا نملك إلا أن نسأل المولى عز وجل أن يتقبله قبولاً حسناً وينزله منازل صدقٍ في عليين مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً .. اللهم إن كان محسناً فزد في حسناته وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيأته ، اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة ... وأن الموت حق علينا جميعاً (هم السابقون ونحن اللاحقون)..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير .
--
مختار دفع الله : عمري بعدو بالساعات
الشاعر الأستاذ مختار دفع الله والذي تغنى له الراحل محمود بأغنية (عمري بعدو بالساعات) قال بإن محمود فنان مبدع للغاية وقد ربطته معه علاقة حميمة للغاية إمتدت لعدة سنوات وقال إن محمود فنان (فلته) ليس من السهولة أن يجود الزمان به .. غشيته شآبيب الرحمة في قبره.
--
محمود في القلب
كتب : مرتضى أبو عاقلة
بدأ محمود عبد العزيز مشواره الفني ببرامج الأطفال حيث حضر مع خاله الممثل الراحل الطاهر محمد الطاهر وطلبت والدته من الأستاذ يحيى شريف الحاقه معنا بمسرح العرائس وشكل حضوراً مع يوسف عبد القادر وعبد الباقي خالد عبيد ومعهم عبد الخالق ومجموعة (القراقير) المسرحية وقاموا بتمثيل مجموعة كبرى من الأعمال للأطفال في نهاية السبعينيات وبعد ذلك التحق بمركز شباب بحري بالقرب من منزلهم وتحول للغناء وأخذ في ترديد أغنيات الحقيبة، ومن ثم كبار الفنانين حسن عطية وإبراهيم عوض وأبو داؤود وثنائي العاصمة وصلاح مصطفى، ثم بعد ذلك كوٌن ثنائية مع الموسيقار يوسف القديل أنتجت مجموعة كبيرة من الأعمال الغنائية عبر الكاسيت، وغنى في الجامعات والأعراس والمسارح وخارج السودان، وسجل العديد من أغاني الأطفال منها (شوفو دنيتنا الجميلة) ليوسف حسن الصديق وتجاني حاج موسى، وأستمر في العطاء حتى رحيله المفجع. صار محمود نجم الشباب الأول محبوباً للجميع وتجد صوره معلقة في الركشات والحافلات والبصات السفرية والمحلات التجارية ، وكون مجموعة محمود في القلب وقام عبر المجموعة بتكريم الرموز الفنية التي رحلت عن الدنيا والتي كانت تعاني من عدم الإهتمام والإهمال، وكانت له مشاركات في مجال الدراما والفيديو كليب والمدائح النبوية.ةوهو صديق لأهل الطرق الصوفية كلها ويعتبر الراحل المقيم محمود عبد العزيز مدرسة فنية قائمة بذاتها، وهو فنان يحبه الملايين داخل وخارج السودان ويمثل ظاهرة فنية تحتاج بالقطع إلى الدراسة.
--
كلام نواعم
يا لهفاً ويا حزننا جميعاً ويا حر الفؤاد لما لقينا
اعتماد عوض
تاني قام واحد ملك.. روووح.. وفات
وكان ملك في الريدة وانسان في الصفات.. وكان مهاجر في دموع كل البكات.. وكان وتر مشدود ومسكون دندنات..
لطالما رسم الراحل الفنان محمود عبدالعزيز البسمة على شفاهنا ولطالما أدخل الفرحة إلى قلوبنا ولطالما أعطانا قوة من الأمل والتفاؤل.. ولطالما حببنا في الفن السوداني الأصيل.. فنحن نخلّد ذكراه ما حيينا.. فُجع الشعب السوداني برحيل أسطورالشباب محمود عبد العزيز من أعظم وأميز فناني عصره.. نعم رحل الرباب، ولقد رحل عن عالمنا الرجل المعطاءة الذي أعطاه الله من الإبداع والموهبة والقبول.. رحل الفنان الانسان الذي أثر الشعب ومعجبيه بفنه الذي لم يتكرر..
نعم.. إن فقد العظماء يضع في النفس الأسى والحسرة.. فالموت هو الحقيقة التي بيننا دائماً ولا مفر منه.. فكل نفس ذائقة الموت.. لقد كان محمود على غير العادة في شخصين.. الشخصية المألوفة شخصية الفن والإبداع وهي شخصية متواضعة.. نجد البسمة هي عنوان شخصية محمود
إنطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم «تبسمك في وجه أخيك صدقة».. فمحمود لا يبحث إلا عن رضاء جمهوره ومعجبيه.. بل كان فناناً في
إنسان.. وإنسان في فنان.. فلم يمنعه مركزه الفني من تعامله الإجتماعي مع كل من حوله.. فتجده تارة بين جمهوره الانسان المتواضع.. وتارة
تجده بين أفراد الشعب.. يؤدي الأداء الوطني الجميل.. ويبذل الغالي والرخيص في سبيل إسعادهم.. فكانت الأخلاق الطيبة هي ما تربى عليها محمود وهذا من أعظم الصفات.. قربة إلى الله.. فكان فعلاً يستحق من لقبه «الرباب »..
لقد ظل محمود فناناً يؤدي رسالته بانسانية عالية.. وذوق رفيع وساهم في رفع مستوى الأغنية السودانية إلى أعلى المستويات.. فإنعكس ذلك حباً وإجلالاً.. وتعظيماً لمحمود الانسان والصوت الشجي الذي لا يتكرر في ساحة الفن السوداني.. بل في تاريخ الفن عامة.. فمحمود لم يكن فناناً بل
كان مادحاً مميزاً.. وكانت آخر أعماله مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان ينتقي مفردات المديح ببراعة و يتذوقها حتى إنه ليعدك بحلاوتها.. رغماً عنك.. حيث ساهم بأدوار كثيرة في ذلك..
فحمود عبد العزيز مظهراً من أهم مظاهر النشاط الفني المرتبط تماماً بجمهوره ومحبيه.. ونجده دائماً يبدع في عمله الفني الذي يناضل بملكاته
المختلفة التي تؤهله لإنجاز عمل متفرد.. ولأنه النافذة المفتوحة المطلّة على عالمنا الداخلي.. والمشرفة على عالمنا الخارجي.. منها يتنفس محبيه بفنه المتجدد دائماً وبسماع صوته الذي يختل التوازن الوجداني..
والفن عند محمود من أهم الأشياء التي يعبّر بها بصدق ومشاعر جياشة .. فيعكس صورة كلية لوجوده في زمن ما.. وفي مكان ما.. في قالب فني مميز .. ترتبط فيه العناصر الفنية بعلاقات متوافقة.. ومتزنة.. تعكس قدرته على الفن والإبداع وصلته بما حوله.. وأن الحديث عن محمود يطول لأنه يستحق ذلك التمجيد.. فعندما يكون المصاب جللاً والفقد عظيماً بحجم محمود عبد العزيز لا نقول إلا ما يرضى الله والحمدلله على فقده فأي فقد يوازي رحيله سوى فقد الآباء والأوفياء..
همسة نواعم
أحلى الصدف من غير ميعاد
يتقابل الخل والخليل..
في الدنيا أو في غيرها
طال ما اللقيا هي الحلم الجميل..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.