اليوم هو الحادى عشر من سبتمبر ، يوم شهد فيه العالم وعلى الهواء مباشرة ضرب مراكز التجارة الدولية فى امريكا ، يوم كان له مابعده الذى لم ينتهى حتى الآن ، ورغم ان امريكا زعمت انها قضت على الارهاب وتوجت ذلك بمقتل اسامة بن لادن عليه رحمة الله الا انها مازالت وبصورة يومية تقتل وتدمر شرقا وغربا بطائراتها التى بدون طيار من افغانستان شرقا مرورا بالباكستان واليمن وعطفا على الصومال وهذا يعنى بالتأكيد ان القاعدة لم تمت ولايمكن ان تموت لان من يحملونها يؤمنون تماما بأنهم على حق والدليل على ذلك هذه الحرب المستعرة والممتدة على طول العالم ، صحيح ايضا ان امريكا قتلت الآلاف ممن يحملون فكر القاعدة ولكن ينطبق عليها قول الشاعر ( الوحش يقتل ثائرا والارض تنبت الف ثائر .. ياكبرياء الجرح لو متنا لقاتلت المقابر ) وامريكا فى حربها هذه لم تتوقف لحظة لتجرب وسيلة اخرى وهذا ما يسمى بجنون القوة. جرد الحساب الاسلامى وماجرته عليه تلك الاحداث مؤسف للغاية فبعضهم ارتضى مواصفات الدين الاسلامى حسب المعايير الغربية ، يريدون لنا ان نعبد الله فى المساجد فقط وحتى هذه لو وجدوا طريقة لمنعها لفعلوا ، يريدون اسلاما لايتدخل فى السياسة مطلقا وهذا ببساطة حرب معلنة تماما ضدنا فالقرآن الكريم يتوعد كل مسلم لايحكم بما انزل الله ، وللحق فان ابتعادنا عن ديننا والظلم الذى تفشى فى بلاد المسلمين بسبب سوء الحكم والادارة والفساد ادى لكل هذا التطرف الذى لايمكن انكاره ، وضعف الدول الاسلامية اغرى بها اعداء العقيدة الذين نجحوا فى زرع الخلافات المزمنة بيننا حتى صار بأسنا بيننا شديد بل ان بعضنا صار عونا لاعدء الامة علينا مما زاد الذل والهوان واصبحنا حقلا عالميا لتجريب الاسلحة الفتاكة والمحزن ان بعضنا يمول تلك الحروب المكلفة نكاية فى من يخالفهم الرأى ولايستكين للمعايير الغربية التى هيمنت على العالم بفضل العولمة التى انبنت على هدم مكارم الاخلاق ونشر الفساد وهى البيئة الصالحة لمرور التجارة الدولية بكل مافيها من ربا يؤثر الاغنياء بارباح فاحشة يدفع ثمنها الفقراء فى الدول الضعيفة وتلتهم خيرات الدول النامية ليزداد الغرب ثراء على حساب بقية سكان العالم. ان مكارم الاخلاق خاصية عربية اسلامية تنعم بها العالم لحين من الدهر عندما تمددت الدولة الاسلامية من وسط العالم الى شرقه وغربه لتشهد تلك الدولة عدلا وتطورا زانته المعاملة الاسلامية الراقية ولكن حزب الشيطان استمر فى كيده لنا حتى انهارت تلك الدولة العظمى وتفرقت ايدى سبأ واصبحنا يتخطفنا الطير من كل جنس ، ونؤكد مجددا ان ابتعادنا عن ديننا الحق وركوننا الى الدنيا هو الذى اذاقنا هذا الهوان فالامة الاسلامية تملك من القوة البشرية والموارد الطبيعية ما يمكنها ان تقود العالم لكننا نسينا الله فانسانا انفسنا ولهذا كله يتكالب علينا العالم كما تتكالب الاكلة على القصعة لاننا غثاء كغثاء السيل ولا مخرج الا ان نسأل الله ان يهدينا لصراطه المستقيم ويوفقنا لما يحب ويرضى