بعد أن عُدت من بعثة خارج البلاد إكتشفت أن حبيبتي التي أحببتها وقضيت معها أسعد اللحظات قد خانتني وهي الموظفة البسيطة التي لا تحمل شهادات عليا تؤهلها للعمل في مرفقها كسكرتيرة للمدير العام. وبحكم أنني مديرها العام، درجتها إلى أعلى الدرجات الوظيفية.. حدثوني عنها كثيراً عندما بدأت علاقتنا واضحة أمام الجميع .. العاملين وأهل البلد وأنا أصطحبها في عربتي الخاصة في الحضور إلى العمل وبعد نهاية اليوم.. لم أكترث كثيراً لهذه الشائعات واستمرت علاقتنا أقوى فأقوى سألني صديقي معتز: كيف إكتشفت خيانتها؟؟!! قلت: بالأرقام المسجلة في موبايلها ولما سألتها إدعت أنها أرقام صديقاتها.. وفي أحد الأيام إتصلت بكل الأرقام المسجلة فجاءني الرد بأصوات رجالية ودهشت وصدمت وتأكدت من كذبها وخيانتها لي في فترة سفري.. حاولت نسيانها لم أستطع !! لأنني أحبها بجنون.. فكانت تجربتي الأولى.. شيرين جميلة.. وبريئة وكنت أثناء وجودي معها أحس بالسعادة وكأنني أتنقل بين الفصول الأربعة الشتاء بقسوته، والربيع بزهوره، والصيف بحرارته، والخريف بإخضراره وبخاصة عندما كنا نتجول في الحقول الخضراء والمطر يسكب رزازه ورائحة دعاشه على أجسادنا المرهقة وأرواحنا الحالمة.. صديقي معتز قال لي: إن كرامتك كرجل لا تسمح لك بالعودة اليها! جرحني كثيراً بهذه العبارة ولو قالها لي أحد غيره لكان له شأن آخر معي وبخاصة وأنا احتل هذا المنصب الوظيفي المرموق!! كانت شرين جميلة .. جذابة لها أنف صغير ولها شفتان ممتلئتان بالحياء ومرسومتان في تعرجات طبيعية دون أقلام التخطيط أو أحمر الشفاة.. ترتدي ملابس محتشمة والخمار لا يفارق شعرها ووجهها الجميل ويضفي على لونها الأسمر جمالاً بألوان الخمار المختلفة الذي ترتديه... تتحدث إليك بصوت ناعم هامس لا تسمعها جيداً إلا إذا أرهفت السمع اليها.. مظهرها العام لا يدلك على سوء سلوكها كبنات جيلها المتحررات من القيود والتقاليد أو كالشائعات التي يطلقونها عليها زملاؤها في العمل الحاسدين الراصدين لخطواتها «أعداء النجاح». في إحدى جلساتها في ركن إحدى الحدائق التي كنا نرتادها سوياً في المساء عرضت عليها أن نتزوج سراً زواجاً «عرفياً» لأنني لا أستطيع أن أبتعد عنها ولا أستطيع أن أطلق زوجتي وأشرد أولادي.. قلبي كاد أن يتوقف من مفاجأة ردها بالقول الفوري «موافقة موافقة يا مصطفى» وانطلقنا ننفذ ما خططنا له بفرحة وسعادة تكاد الدنيا كلها لا تسع فرحتنا.. وما هي إلا سويعات في عمر الزمن كانت شيرين ملكي.. زوجتي زواجاً صحيحاً بالشهود ولكن بغير ولي الأمر وبغير إشهار.. وهمست لنفسي هل أنا أخطأت في حقها وحق نفسي وحق الله؟ لم أجد إجابة شافية.. فالحب كان أقوى مني ومنها ومن كل الوجود.. وجاءت البعثة فترة ليست بالطويلة .. وعندما عدت وجدتها تغيرت في تصرفاتها معي لا تريد أن تخرج الى مسكننا السري المؤقت.. سألتها، ردت غاضبة: لأنني أخاف كلام الناس وأريد زواجاً رسمياً..!!. حاولت أن أقنعها أن هذا الأمر متفق عليه مسبقاً أشاحت بوجهها عني!. وذهبت الى مكتبها الذي كان بالقُرب من مكتبي.. وجاءني من يقول: إنها خطبت لضابط في أثناء غيابك.. لم أصدق وجن جنوني، فأندفعت أدخل عليها مكتبها وسألتها.. لم تنكر.. فعرفت أنها تريد أن تلوي عنقي بإشهار الزواج فأخرجت ورقة الزواج «العرفي» ومزقتها أمامها و.. صرخرت لا ..لا يا مصطفى لا تمزقها أنا حامل..