لم تجف العيون بعد إلا وأرسل القدر المحتوم رسالته التي يفيد فيها برحيل مفجع آخر لقوات الشرطة على امتداد الوطن الفريق الدكتور الهادي النور الشاهر مساعد المدير العام لهيئة التوجيه والخدمات المحاضر الجامعي القائد الفولاذي طيب الأخلاق صافي السيرة والسريرة معلم الأجيال إرث الأمن والاستقرار الذي لبى نداء ربه بعد صراع مستميت مع المرض رغم معاناته إلا أنه واصل أداء رسالته وواجبه بكل تجرد ونكران للذات رجل يتصف بصفات الاستقامة والتدين لا يعطيها الله إلا من أحبه فالدنيا يعطيها لمن أحب ومن لم يحب والدين لا يعطيه إلا من أحبه!. ثم التفاني في عمله وعفة اليد واللسان قلما توجد خلال هذا الزمن فالهادي يظل قدوة حسنة لكل من أراد أن يجعل عمله خالصاً محتسباً لوجهه تعالى فالدار الآخرة ميزان الأعمال وحصاد لما قدمناه فإن صلح كنا فرحين مستبشرين تعلو النضرة وجوهنا والنشوة نفوسنا والسعادة قلوبنا وصفه المدير العام لقوات الشرطة بأنه واصل متصل مع زملائه محق للحق قائد بحق ونائبه العالم الورع العادل قال عنه قامة سامقة من قامات الشرطة وركيزة أساسية من الركائز شيخ السجادة الحافظ قال عن الفقيد ثلاثين عاماً مرت نشهد له بحسن الخلق وشعلة مضيئة في الأداء والانضباط وزميله الفريق الدكتور دليل منذ أن كان طالباً بالكلية اتصف بالتجرد فهو مثال للتجرد والأمانة له العديد من الإسهامات الأكاديمية وقائد الاحتياطي المركزي وصفه بأنه يحترم عمله ويؤدي واجبه الرسالي والاجتماعي على أكمل وجه كان مخلصاً جاداً رحيما بالضعفاء والمحتاجين صاحب الوجه الصبوح مدير جنايات الخرطوم قال عن الفقيد عرفناه أخاً صديقاً غيوراً على مهنة الشرطة طوال فترة حياته نشهد له بالنزاهة وطيب المعشر حقاً لقد عرف مقدار ربه ذهب نظيفاً عفيفاً صادقاً فمن عرف ربه في الرخاء عرفه في الشدة فالمرض كفارة وشهادة الناس بشارة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس ومعه الصحابة الأخيار مرت جنازة فأثنوا عليها بالخير وقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وجبت ومرت أخرى لم يثني عليها أحد بالخير فقال صلى الله عليه وسلم وجبت وعندما سئل صلى الله عليه وسلم قال لهم الأولى وجبت لها الجنة ثناء الناس لها بالخير والثانية وجبت لها النار فالناس شهداء الله في الأرض، لمثل هذا اليوم فليعمل العاملون والقبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ونحن إذ ننعي الدكتور الشاهر ننعي فيه كل طيب كريم فما شهدناه داخل مقابر حمد النيل من تشييع وترحم يجعلنا مستبشرين له بالخير وتثبيت عند السؤال ألا رحم الله الفريق الدكتور الهادي النور الشاهر بقدر ما قدمه في خدمة البلاد والعباد ويجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا نسأله تعالى بسر يس والقرآن العظيم أن يتقبله قبولاً حسناً ويلزم أهله وأُسرته ومن يحبه الصبر والسلوان نقدم مقترحا لأهل الشأن بإكمال منتدى «ساهرون» الثقافي ليصبح منتدى الشاهر الثقافي إكراماً وتخليداً لذكرى الفقيد الفريق الدكتور الهادي النور الشاهر ليكون قبلة للأُدباء والمهتمين والإعلاميين لمناقشة القضايا التي تسهم في أمن واستقرار البلاد وحلقة للتواصل مع ربط للأجيال وتثقيفهم بإرث وتأريخ الشرطة السودانية من هذا المقام أتوجه بالشكر والتقدير للإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة وهي تسعى بخطى حثيثة للاحتفال باليوبيل الذهبي ومزيداً من التطور الإعلامي. ٭رسالة: المكتب الصحفي للشرطة حارس البوابة الإعلامية حركة دؤوبة توثيقاً رصداً تحليلاً متابعة للأحداث ألف تحية لك العقيد مهران ولمن يسهر معك ٭ شكر: اللجنة المجتمعية بالثورة الحارة السادسة ظلت في رباط متواصل منذ شهور، التفاف الشباب وصدق إخلاصهم أكبر دليل على نجاح تجربة الشرطة الشعبية والمجتمعية فئة تستحق التشجيع ورفع المعنويات من القيادة فهل من مجيب؟. ٭ بوح: فتاح الخير تعلمنا منك إن الدنيا يمكن أن لا تجود عليك بكل شيء ولكنك يمكن أن تأخذ منها كل شيء.. فالصدق والأمانة وفوق كل ذلك الثقة والتوكل على المولى عز وجل سر النجاح في أي عمل داخل أروقة الحياة. والله المستعان