من المتوقع أن يقوم الرئيس المشير عمر البشير بزيارة إقليم دارفور في الأيام القادمة وذلك لإفتتاح عدد من مشاريع التنمية في الولاية اضافة عن حضور الكثير من المصالحات القبلية لبعض القبائل بدارفور. ودائماً ما تحقق زيارات الرئيس الى دارفور الكثير من المضامين والنجاحات وذلك للقبول الكبير الذى يجده الرئيس هنالك لذلك يعول أهل المنطقة كثيراً على هذه الزيارة خصوصاً وأنها تجيء فى ظل تحولات كبيرة تشهدها البلاد بتعيين الحكومة الجديدة التى حملت في طياتها العديد من المفاجآت بقدوم أوجه جديدة وذهاب أخرى من قيادات الصف الأول . بحلول السادس من فبراير العام 2014م تكون أزمة دارفور قد دخلت عامها الحادي عشر ولم تعمل أي عنصر للمفاجأة لأى مراقب حصيف لأن المقدمات موجودة منذ أمد بعيد حيث ظل الإقليم في حالة إحتراب قبلي ونهب مسلح ومجاعات وهى ظروف تدفع بالغبن الى أقصى الحدود . فقد ظل المشهد الأمني في دارفور متدهوراً بصورة مريعة والأوضاع الإنسانية متراجعة بقوة أكثر نتيجة الفوضى المهلكة التي تنتاب دارفور والأحداث التى تجاوزت حكم القانون والنظام والآليات الى شريعة الغاب (والبقاء للأقوى) الفتن التي عاشتها دارفور مؤخراً هي الأشد إيلاماً وفتكاً وضراوة فالحرب السابقة بين الحكومة والحركات كانت الأطراف تخوض حرباً مكشوفة أما حرب القبائل والتصفيات الدموية والقتل المدفوع الثمن لمن لاعلاقة لهم بالقتال يعتبر هو الأمر المؤسف . فقد شهدت دارفور أحداثاً راح ضحيتها الكثيرون دونما مبررات أخلاقية بسبب تلك الحروبات القبلية . الإحتراب القبلي الأهلي في دارفور ظل يشكل هاجساً يؤرق أهل المنطقة ما أن تسكت فتنة في جهة الا وإشتعلت أخرى بأكبر وأوسع منها وذلك لأنه لاتوجد هيبة لسلطة الدولة فقد قالها السيد وزير الداخلية في الجلسة التى أقامها نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم لأعيان دارفور حيث قال أن دارفور كانت آمنة بستة آلاف شرطي والآن أربعين ألف شرطي والفوضي مستمرة . الشاهد أنه لولا هذه الفتن التي أرهقت كاهل الإقليم لكان في طليعة الأقاليم وذلك لما يتمتع به من ثروات هائلة فهو غني بثرواته الحيوانية والزراعية والغابية ويرقد على قدر هائل من الثروات المعدنية منها البترول واليورانيوم والنحاس والمنجنيز والفوسفات وغيره ويتمتع بأجمل المناطق السياحية في جبل مرة وحوله. ولكن المشهد الآن بدأ يتغير رويداً رويداً بفضل تحركات المركز والسلطة الإقليمية لدارفور ففي جانب العودة الطوعية للاجئين ، شهدت ولاية شمال دارفور في الأسبوع المنصرم عودة مكثفة لمجموعات من اللاجئين حيث عادت حوالي (1000) أسرة لمحليتي أمبرو وكرنوي من معسكرات شرق تشاد . ويجيء ذلك عقب إستتباب الأوضاع الأمنية بالولاية وتجرى الأعمال على قدم وساق هذه الأيام بهدف القيام بخطوة عاجلة لإيجاد مصالحات وحلول للمشاكل القبلية بالإقليم إستباقاً للزيارة المرتقبة للسيد رئيس الجمهورية لولايات دارفور للوقوف على الإتفاق النهائي بين القبائل حفاظاً على الإستقرار وبرامج التنمية . وفي هذا الجانب يقول د. يوسف تبن والي ولاية وسط دارفور أن آلية تنفيذ الصلح بين السلامات والمسيرية باشرت أعمالها بالمناطق المستهدفة مؤكداً أن الأوضاع الإنسانية بمحلية أم دخن قد إستقرت بعد تفعيل قانون الطواريء ، وأضاف أن مجلس تشريعى الولاية بصدد إجازة قانون إتفاق الصلح بيت السلامات والمسيرية ليكون قانوناً ملزماً لجميع الأطراف وطالب تبن الجهات المعنية بالشأن الإنسانى بالإسراع فى تقديم المساعدات للأسر العائدة التي من المتوقع أن تذداد معدلاتها خلال الفترة القادمة وكشف سيادته عن عودة (500) أسرة متأثرة من تشاد لمحلية أم دخن . مدينة نيالا أيضاً كانت قد شهدت الكثير من الصراعات القبلية آخرها الصراع الذي دار بين قبيلتى القمر والبني هلبة وإستمر لنحو شهرين وراح ضحيته المئات من الطرفين وقد فشلت جلسات الصلح ولجان الوساطة التي إستمرت لأكثر من شهرين في تقريب وجهات النظر بين الطرفين . الأمر الذي جعل مفوضية العدالة والمصالحات بالسلطة الإقليمية لدارفور تشرع في تنفيذ مشروح حصر النزاعات القبلية في دارفور بتمويل منها . هذا وبحسب الأستاذ عبد الحميد أحمد أن هذا المشروع يأتي في إطار الجهود المبذولة من المفوضية لانشاء قاعدة صحيحة وسليمة من البيانات في سبيل الوصول الى معالجات لوقف الصراعات القبلية في دارفور والتفرغ للعمل الوطني الجاد واشار الى ان العمل يسير بصورة طيبة بكل ولايات دارفور وفق الخطة وقال ان المشروع معني بحصر النزاعات منذ 2013 وحتى الان . وحول زيارة الرئيس لولايات دارفور يقول اللواء ركن م ادم محمد جار النبي والي ولاية جنوب دارفور أن رئيس الجمهورية تبني حل الصراعات ووعد بدعم التنمية والإستقرار بالولاية مشيراً الى أن زيارة الرئيس تسبقها زيارة لنائبه الحاج آدم الذي سيصل الولاية خلال الأسبوع الحالي حتى يوفق بين الأطراف المختلفة لا سيما قبيلة القمر والبنى هلبة التي ينحدر منها نائب الرئيس والتمهيد لزيارة الرئيس حتى يشهد وثيقة الصلح . وفي ذات السياق يقول البرلماني عبد الجبار آدم رئيس الوفد أن هدف الزيارة لولايات دارفور هو السلام الإجتماعي والمصالحات القبلية وخاصة مشاكل المسيرية والسلامات ومساعدة حكومة الولاية والمحليات لتنفيذ الصلح الذي وقع مؤخراً بين القبيلتين كاشفاً عن تكوين لجنة تضم (10) من القيادات البرلمانية ومنظمات المجتمع المدني والإدارة الأهلية لهذه الزيارة