لقد كتبت مقالات كثيرة عن أسواق محلية الخرطوم، وخصصت جزءاً كبيراً للسوق المركزي، وقد كان السوق مهدداً بالزوال في عهد المعتمد السابق د. عبد الملك البرير لسوء إدارته، وقد سجلت زيارات متعددة في أوقات مختلفة وشهدت بأُم عيني التردي البيئي واختلال العمال على البطال، شهدت مطاعم يأكل فيها الناس وجوارهم برك ومستنقعات من الصرف الصحي، وأتذكر أننا في المجلس المحلي طالبنا بتخصيص بند في الموازنة للصيانة والتأهيل السنوي، وبدلاً من يترك هذه للجان الشعبية من تحملها للنظافة والأمن والنظام العام، ولكننا كنا نهوي وننبح والجمال ماشية، وترى بين الأطلال عوجة رقبتها.. نتيجة كل هذا إزداد التردي وتراكم حتى كاد يصل الى مرحلة الإنهيار بعد أن مورست فيه كل أنواع الفساد والإفساد مرتعاً لمعتادي الإجرام وليست حوادث القتل ببعيدة، وتداولت فيه المخدرات والمسكرات والسكن العشوائي والدعارة، وقد بدأ التداول في المجلس المحلي مع المعتمد في وضع تأهيل السوق في الموازنة لعام 0102م وفعلاً دخل السوق الموازنة، وبدأت شركة ووقفت حتى جاء المعتمد «عمر نمر» الذي درس السوق بعد عدة اجتماعات وتصدى مع الشرفاء من التجار والعاملين في السوق فكانت لجنة السوق الحالية، فبعد بحث طويل ولمعرفتهم بالسوق نجحوا في التحدي تحت رعاية ومتابعة وتوجيهات وزيارات المعتمد والوالي المتكرر للسوق، وقد آليت على نفسي أن أعاود زيارات متكررة للسوق لأن ليس من رأى كمن سمع، وفي كل مرة أزيد قناعة بأن هذه الشراكة بين اللجنة الشعبية والمحلية تسير كل يوم من أحسن الى الأحسن، وقد شارفت أعمال التأهيل في الأرصفة والتبليط والبناء والتلتوارات والمساطب والمدرجات الى نهاياتها وتبعت تشطيبات للطلاء وأعمال المظلات والجملونات، والولاية بأجمعها على موعد مع تحفة تحكي التحدي وجهد الرجال، ونرى سوياً مرآة تحكي عن التحضر وتعكس وجه الخرطوم الحقيقي.. فقط نريد يا سيادة المعتمد إدارة محلية للسوق بمجلس إدارة مختلطة تذهب بهذا التحدي الى نهاياته تحت اشرافكم حتى لا يترد هذا السوق مرة أخرى ونستطيع أن نقول مبروك لجماهير محلية الخرطوم خاصة والمحليات المجاورة التي تتسوق من هذا السوق المركزي العملاق وهذه هي التنمية الحقيقية والخروج بالإزدحام من وسط الخرطوم الى أطرافه توفيراً للمواصلات.. وهنيئاً للجنة السوق وجماهير السوق التي كانت على قدر التحدي ومبروك لمحلية الخرطوم بقيادة معتمدها سعادة اللواء نمر. ولي عودة