بسم الله الرحمن الرحيم «وبشر الصابرين الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون». صدق الله العظيم بهذا ننعى للأمة السودانية «الصحافة السودانية» التي توفيت إثر حادث «زيادة» بلغ أكثر من 30%في سعر طباعة الصحف بسبب زيادة سعر الدولار بعد انسياب «الوديعة القطرية» وانسياب «أموال التحلل» الى خزينة الدولة من لصوص مكتب والي الخرطوم الذين سرقوا وزوروا جهاراً نهاراً تحت أعين «السلطات». زيادة 30% في سعر طباعة الصحيفة، كفيلة بأن يتحول سعرها الى ثلاثة جنيهات لتصل الى يد القارئ الذي لو كنت مكانه لاشتريت عيشاً أو «كسرة» أسد بها رمق أولادي. فليس من المنطق أن أدفع شهرياً مائة جنيه لأطالع صحيفة واحدة حتى لو كانت «صحيفة الوطن» أو أية صحيفة أخرى.. زيادة 30% في سعر الطباعة، كفيلة بأن تعود بنا الى عهد انحطاط الصحافة حينما كانت تطبع ثماني صفحات فقط، بعد أن وصلت الى ستة عشر صفحة، وتدنت وتدهورت الى اثنتا عشر صفحة.. زيادة 30%أو 40%في سعر طباعة الصحيفة، كفيلة بخروج عدد من الصحف وبقاء «صحافة الصفوة» الموجهة والمدعومة من جهات وتابعة لوزراء وأجهزة ورجال أعمال ليس لهم علاقة بالصحافة، إلا مصالحهم وأهدافهم المادية.. زيادة 30 أو 40% في سعر طباعة الصحف كفيلة بتشريد آلاف الصحافيين وتجويع أسرهم وأطفالهم ونسائهم وأمهاتهم وآبائهم.. أخي «حنين» - وهو صحافي معي يسكن الوادي الأخضر ولديه ستة أطفال- لا يمكنني الآن أن أدفع لك مرتبك لتشتري لبن العيال والعيش وحلة العدس اليومية.. الرز والمكرونة «باسطة الفقرا» والمساكين.. أخي عصام عباس - بناته الناجحات اللائي يدرسن في كلية الطب جامعة التقانة- من أين ستدفع رسوم الجامعة بعد أن تذهب أموالنا و«قروش إعلاناتنا» الى المطابع؟.. لا لن نسرق حتى «نتحلل» ولن نبيع أقلامنا، ولكننا سوف نضعها تحت أرجلنا و«نكسرها» هذا أرحم وأشرف لنا.. أما الإنقاذ والمؤتمر الوطني وحكومته، فلهم رباً «كريم كفيل» بأن ينصر المظلوم ويساعد الفقراء والمساكين..