إتسعت حدة الخلافات بين فصائل متمردي الجبهة الثورية بولاية جنوب كردفان على خلفية الهزائم المتلاحقة التي تلقتها مؤخراً أمام تقدم القوات النظامية نحو مدينة كاودا. وكشف مصادر مقربة من الحركات المتمردة ل(smc) عن وجود حالة من عدم الثقة والإنقسامات الحادة بين القيادة السياسية والقادة الميدانيين، ودبت تلك الخلافات بينهم، بسبب شكوك أبناء النوبة بقطاع الشمال نحو حركات دارفور بالجبهة الثورية، عناصر المتمرد بندر إبراهيم أبوالبلول، بوجود جواسيس بينهم لصالح القوات الحكومية وتزويدها بإحداثيات توجيه الضربات الجوية التي تستهدف المعدات والآليات العسكرية، ما أسفرت عن خسائر فادحة وسطهم، وهو ما حدا بالقادة الميدانيين لأبناء النوبة بإتخاذ قرارت منفردة خارج أطر مؤسسات الجبهة الثورية. بإجلاء العناصر الدارفورية وأتباع «البندر» المنضم حديثاً إلى فصيل «العدل والمساواة» إلى منطقتي (أنقولو) و(الدار) وثم إبعاد عناصر المتمرد «البندر» مرة أخرى الى منطقة (طروجي) مع قرارت أخرى بإبعاد كل تلك «العناصر» عن محيط (كاودا)، ومناطق العمليات الأماميةٍ. وكشفت المصادر عن نشوب إشتباكات وملاسنات بين عناصر هيئة القيادة العسكرية للجبهة الثورية في منطقة (طابانية) كادت أن تتحول إلى صدام مسلح على خلفية الشكوك والإتهامات المتبادلة بين الجنود على خطوط المواجهة والقرارات الإنفرادية، والتى إزدادت وتيرتها مع نجاح الطيران الحربى في الوصول إلى أهداف حساسة. وأشارت المصادر إلى أن المحاولات الفاشلة لإسترداد منطقة (العتمور) مؤخراً، والتي أندحر فيها المتمردون وأدت الى مقتل العشرات منهم، من بينهم قادة ميدانيين كبار، كانت قد تمت بقرار منفرد من أبناء النوبة بقطاع الشمال، والذين يرفضون القتال إلى جانب العناصر الدارفورية، التي أتهموها بإختراق صفوفهم والتسبب في الخسائر وسطهم.