بيضة أم كتيتي - لو شلتها كتلت أمك وكان خليتها كتلت أبوك هي بيضة ليست كأي بيضة أخرى ، في بعض المناطق في وطننا الحبيب يسمونها بيضة أم جي جي بتعطيش الجيم تعطيشاً سودانياً ، لا أحد يعلم أي حيوان خرافي يبيض هذه البيضة الخرافية ، هل هو زاحف ، طائر ، برمائي ، حشرة، والثدييات معروف عنها أنها لا تبيض إلا أنه من المحتمل أن يكون ثدياً خرافياً قد باضها ، المهم في الأمر أنه إذا وجدتها ، فإن نحساً قد أصابك ، إذا آخذت هذه البيضة حسب الخرافة أن أمك سوف تموت وإذا تركتها فإن أبوك سوف يموت ، فماذا سوف تفعل ؟. قرر الاتحاد الأفريقي تشكيل لجنة عليا لدعم عملية الحوار الوطني السوداني ودفعه للأمام، برئاسة ثامبو أمبيكي، رئيس الآلية رفيعة المستوى بالاتحاد الأفريقي، على أن تلتقي تلك اللجنة بجميع القوى السياسية الرافضة للحوار الوطني وحثهم على الدخول فيه ، هذا الخبر ليس بالجديد لكن الجديد فيه هذه الحبال التي التفت في عنق الحكومة وهذا الامبيكي الذي اصبح مثل بيضة ام كتيتي ، واصبح ليس لديه شغل سوى الحكومة السودانية ، كل وجد ضالته في الآخر ، الحكومة وجدت مبتغاها في الرجل والرجل وجد غرامه وغزلته في هذه الدولة التي تتعلق بأي قشة أو أي مركب خرب تستغله لتسبح في المياه الاقليمية وتكسر عزلتها . في أخبار الأمس أن الشيخ حسن عبد الله الترابي(حفظه الله) قد دخل في اجتماع مشترك بمنزله بضاحية المنشية مع الوسيط الافريقي رئيس الآلية رفيعة المستوى ثامبو امبيكي ، هذا وقد استمر الاجتماع لأكثر من ساعة دون أن يكشفا النقاب عن تفاصيل هذا الاجتماع ، وقال الشيخ حسن عبد الله الترابي ، بطريقته المعروفة رافعاً يديه مستفهماً بدلاً من استفهامه ، وقال بإيجاز ، امبيكي يريد أن يتصل بكل الجهات في السودان ليجمع منها رؤيتها ثم يلتقيها من بعد ذلك مرة أخرى ، ثم يأتي لينصح حول الحوار الوطني ومخرجاته ، وواصل الشيخ حسن حديثه أن الحكم يسمع الى كل الاطراف السودانية باعتباره وسيطاً من الاتحاد الافريقي.. وفي حديث ذو صلة قال الوسيط ثامبو امبيكي ، التقيت الترابي حول قضية الحوار الوطني من الافضل أن اتحدث الى الناس عندما اتحصل على الرؤية الكلية حول الحوار الوطني من كل الاحزاب السودانية والحركات المسلحة ، وسنكمل عملية اللقاءات بجميع الاطياف السودانية . إذا وجدت الحكومة ضالتها في ثامبو امبيكي ووجد ضالته فيها ، فنحن عامة الشعب السوداني لم نجد ضالتنا، التي ضلت طريقها وأصبحنا في دائرة مغلقة من الشقاء والقتل والتشريد ، حرباً دمرت التخضر واليابس ، فساد في كل مكان ، انهيار في البنيات التحية ودمار في التنمية ، وكل هذا بسبب الحرب . هل أفضل لهذه الحكومة الرشيدة أن تجازي الصادق المهدي وترفع من شأنه وتجعله امبيكي وأم كتيتي للوطن العربي ، بدلاً من السخرية منه ، وتجعله يتوسط بين الاشقاء العرب وتسعى لتكوين آلية رفيعة المستوى برئاسته من الجامعة العربية ، بدلاً من مناهضته بهذه الطريقة ووضع كريمته غياهب الجب حباً في المكايدة وليس طمعاً في المحاسبة القانونية لأن كل الشعب السوداني يعلم أن قضية مريم سوف تنتهي باطلاق سراحها وفبركة اعتذار ربما يحمل خبره سماسرة الصحافة غضون هذا الاسبوع أو ذاك . تدخل امبيكي في شؤون السودانيين لهذا أحد أفضل منه توسط المهدي واتفاقيته التي أبرمها مع الحركات المسلحة وتطويرها الى حل المشكل السوداني ، لأنها تنادي بالحوار ونبذ العنف وترك العمل المسلح . والله يمهل ولا يهمل