أكد عدد من المهتمين بدراسة التاريخ والآثار أن قيام مشروع سد أعالي نهري عطبرة وستيت بمنطقة الفشقة بولاية القضارف، شرقي السودان، يعد سانحة لإعادة كتابة تاريخ المنطقة التي أثبتت الدراسات والبحوث ثراءها الأثري بحضارة العنج. ويرجح أن تعود الموجودات الأثرية بتلك المنطقة إلى حضارات العصر الحجري، فضلاً عن كون المنطقة معبراً للعديد من الهجرات كهجرة المك نمر والأمير ود البشير، أحد أمراء الثورة المهدية، والذي سميت منطقة الصوفي البشير باسمه. وكانت وحدات مشتركة من كلية الآثار بجامعة الخرطوم والهيئة القومية للمتاحف والآثار ووزارة الثقافة والإعلام بالقضارف، أجرت كشوفاً أثرية، أكدت وجود آثار بالمنطقة رجحت الدراسات الأولية أنها قد تكون للعنج من خلال شكل المدافن وطراز المباني وعينات الفخار والخزف. وقال الباحث في مجال الآثار والمرشد في المنطقة بابكر عوض الكريم إن معظم الحضارات قامت على ضفاف الأنهار وهو ما يرجح فرضية أن هذه المنطقة قد تكون مدخلاً لهجرات وافدة من الجزيرة العربية، على عكس بقية الحضارات التي دخلت السودان عبر الشمال. وأضاف عوض الكريم أن أهل هذه الحضارة كانوا متقدمين على الحضارات الأخرى من خلال الأشكال المختلفة والمتميزة لأنماط البناء وأدوات الزينة والطهي، إضافة لوجود آلات زراعية، ما يشير إلى أنهم عرفوا الزراعة واستأنسوا الحيوان.