أعلن رئيس بعثة الأممالمتحدة بالسودان هايلي منكيريوس، أن المنظمة الدولية لم تتخذ أي قرار حول تعزيز قواتها على الحدود بين الشمال والجنوب، إلا أنها قامت بإعادة انتشار لقواتها في قطاعات حساسة مثل منطقة أبيي. وقال منكيريوس خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم يوم الإثنين: "مع أن مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أعربا عن استعدادهما للنظر في دعم إضافي لمواجهة المخاوف الأمنية، إلا أنه لم يتخذ أي قرار حول إرسال قوات إضافية". وقال إن البعثة لم تلحظ أي حشود عسكرية للطرفين على الحدود، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال تعد انتهاكاً وفى حالة حدوثها يجب أن يرفع أمرها للآليات المشتركة بين الطرفين. وكشف أن مهام البعثة تنتهي بانتهاء الفترة الانتقالية، أي بعد ستة أشهر من الاستفتاء، وزاد "أمر بقائها مرهون بموافقة طرفي الاتفاقية ومجلس الأمن". وكان رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت طلب من مجلس الأمن إقامة منطقة عازلة بعرض 32 كلم على طول الحدود بين الشمال والجنوب والتي يبلغ طولها 2100 كلم. وأعلن مسؤول رفيع في الأممالمتحدة أن إقامة منطقة عازلة غير ممكن، إلا أن الأممالمتحدة ستزيد عدد قواتها في المناطق الحساسة على الحدود. ولا تعني الزيادة انتشاراً جديداً لقوات دولية بالسودان، وهو ما ترفضه الخرطوم، إنما إعادة انتشار للعناصر الموجودة أصلاً. سرية إضافية لأبيي وأعلن منكيريوس أن "أبيي مثال على الأماكن التي قمنا بنشر احتياطينا فيها لتعزيز الدوريات"، موضحاً أن سرية إضافية -أي بين 30 و45 جندياً- تم نشرها في القطاع الذي غالباً ما يشهد توتراً حاداً. ويصوت سكان جنوب السودان في استفتاء مقرر في التاسع من يناير المقبل لتحديد بقاء منطقتهم موحدة مع الشمال أو الانفصال عنه. ويفترض أن يشهد اليوم نفسه استفتاءً ثانياً حول بقاء أبيي في الشمال أو الانضمام إلى الجنوب، وذلك عملاً باتفاق السلام الشامل الذي أنهى في العام 2005 أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وأكد مسؤولو الحكومة السودانية الأسبوع الماضي، أن استفتاء أبيي لا يمكن أن يتم في الموعد المقرر بسبب الخلاف حول مشاركة قبائل المسيرية فيه أسوة بالدينكا نقوك. وينتظر أن تستأنف المفاوضات حول ملف أبيي الشائك في 27 أكتوبر في أديس أبابا للخروج من المأزق وإجراء الاستفتاء في الموعد المحدد.