قال زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي إن استفتاء الجنوب تحول إلى "بقرة مقدسة" لا يمكن لأحد في البلاد المساس بها، وإن أميركا فقط يمكنها المطالبة بتأجيله، ورأى أن إجراءات الاستفتاء مقيّدة بمواقيت يستحيل تحقيقها. وحذّر المهدي في كلمة بالمجلس المصري للشؤون الخارجية مساء يوم الأحد من أن إجراء الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل من دون توفير ضمانات لنزاهته يمكن أن يدفع بالبلاد إلى كارثة. وتحدّث المهدي عن عراقيل كثيرة أمام إجراء الاستفتاء، منها غياب الثقة والتعاون بين شريكي الحكم في البلاد "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية". وأشار إلى أن الميزانية المطلوبة للعملية لم تدفع وإلى وجود خلافات حول كيفية تصويت ما بين مليون ومليوني جنوبي في الشمال. تأخير التفاوض وقال إن طرفي الاتفاقية، التي أنهت أطول حرب أهلية في أفريقيا، تأخرا كثيراً في التفاوض حول قضايا كان ينبغي تسويتها قبل الاستفتاء منها مسائل الحدود والجنسية والعملة والأمن الوطني والمخابرات والأصول والديون والنفط وقضايا أخرى. وقال المهدي إن الأسرة الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة "غير مهتمة بنوع الاستفتاء بل بشكله وهذا سيناريو كارثي". وأضاف أن "موجة الدعم الأميركي للموقف الشكلي ترجع إلى أن الرأي العام الأميركي يريد أن يرى أميركا مؤيدة للجنوب". ورأى الزعيم السوداني أن شعبية الحكومة الأميركية في حاجة لإنجاز لإرضاء الرأي العام الأميركي. وأضاف أنه لا أحد يستطيع الكلام عن التأجيل إلا الولاياتالمتحدة التي يعتبرها الجنوبيون بمثابة "ولي الأمر" وأي جهة أخرى محلية أو عربية أو أجنبية ستكون مبرراتها محل تشكيك من الجنوبيين. بدون ضمانات وحذر المهدي من أن إجراء الاستفتاء من دون ضمان نزاهته يعني أن نتائجه ستفتقد المصداقية وستكون مختلفاً عليها، وهو ما يمكن أن يسمم العلاقات بين الشمال والجنوب ويجعل السودان جبل مغناطيس يجذب إليه تناقضات المنطقة كافة من نزاعات القرن الأفريقي وحوض النيل وغرب أفريقيا والشرق الأوسط. وأضاف: "القضية ليست متى يجرى الاستفتاء، ولكن ضرورة أن يكون حراً نزيهاً وأن يتفق على آلية لحل النقاط الخلافية". وقال المهدي إن الرئيس عمر البشير ونائبه الأول سلفاكير ميارديت الذي يرأس أيضاً حكومة الجنوب "ما برحا يؤكدان عزمهما على عدم استئناف الحرب وأنا أصدقهما لأسباب موضوعية". وأضاف: "هما ليسا شخصيات مارشالية، ومعلوم أن الجيوش التي تحكم تشغلها مصالح الحكم عن الحرب، والسودان تحت المجهر الدولي كل حركات قواته محسوبة ولا أحد يريد أن يتهم بشن الحرب". أسباب الحرب " المهدي يحدد عشر نقاط قابلة للالتهاب بعد الاستفتاء بسبب الخلاف بشأنها ومنها تبعية الجبلين ما بين الرنك والنيل الأبيض وجبل مقينص وكاكا التجارية وبحر العرب وكفياكنجي وحفرة النحاس وأبيي وهجليج " لكن المهدي قال إن أسباب الحرب لا تتوقف على المشاكل الشمالية الجنوبية وأن "ضحايا الاقتتال الجنوبي الجنوبي أكبر عدداً من ضحايا الاقتتال الشمالي الجنوبي". وحدد المهدي عشر نقاط قابلة للالتهاب بعد الاستفتاء بسبب الخلاف بشأنها ومنها تبعية الجبلين ما بين الرنك والنيل الأبيض وجبل مقينص وكاكا التجارية وبحر العرب وكفياكنجي وحفرة النحاس وأبيي وهجليج. واقترح المهدي إسناد إدارة الاستفتاء لجهة محايدة، دول معينة تحت مظلة الأممالمتحدة لأن إدارة أي جهة سودانية لها سوف يطعن في نزاهتها. وطالب المهدي أيضاً بمراجعة اتفاقية السلام الشامل كأساس للوحدة أو للتوأمة بين الدولتين إذا قرر الجنوبيون الانفصال. وأشار إلى أنه سيبحث هذه الرؤية في لقاء مع سلفاكير الأسبوع القادم في الخرطوم. وقال المهدي إن انفصال جنوب السودان يمكن أن يولد خيارات جديدة بالنسبة للشمال على غرار الميثاق الثلاثي بين مصر والسودان وليبيا.