ذكرت برقيات دبلوماسية أميركية مسرّبة لموقع "ويكيليكس" أن فرص جمال مبارك كي يصبح الرئيس القادم لمصر، قد تتعرّض لضربة إذا توفي والده "الرئيس المصري" وهو في السلطة لأنه ربما يفتقر لتأييد الجيش القوي. وتتجه مصر نحو انتخابات رئاسة في 2011 ولا يوجد خليفة واضح للرئيس حسني مبارك البالغ من العمر 82 عاماً الذي يتولى السلطة منذ نحو ثلاثة عقود من الزمان، ولم يفصح إن كان سيسعى لتولي الرئاسة لفترة أخرى. وقال مسؤولون إنه من المرجح أن يفعل ذلك، لكن الكثير من المصريين يعتقدون أن جمال مبارك البالغ من العمر 46 عاماً، الذي عمل في السابق في بنك استثمار، يجري إعداده لتولي حكم أكبر الدول العربية تعداداً للسكان. وذكرت البرقية أن هذا الاحتمال غير مؤكد نظراً لأن الجيش كان له دور مركزي في اختيار آخر أربعة رؤساء في مصر كانوا جميعاً ضباطاً بالجيش. عقدة الجيش وذكرت برقية أرسلها السفير الأميركي السابق فرانسيس ريتشاردون تحمل تاريخ مايو 2007 ونشرها موقع ويكيليكس "جمال لم يخدم كضابط بالجيش ونحن نعتقد أنه لم يكمل الخدمة العسكرية الإجبارية". ومضت البرقية تقول: "كثير من المراقبين عبروا عن الرأي بأن التوقيت عامل حاسم لاحتمال تولي جمال الرئاسة، فقاعدة قوته هي والده". وتابعت: "وبينما يمكن تنصيبه قبل وفاة والده فإن المهمة ستصبح أكثر صعوبة بكثير وإن كانت غير مستحيلة عندما يرحل الفرعون من المشهد وتصبح الولاءات الشخصية له شيئاً من الزمن الماضي". ونقلت برقية دبلوماسية في سبتمبر 2008 عن أستاذ للعلوم السياسية بجامعة القاهرة قوله إن ضباطاً بالجيش أبلغه بأن القوات المسلحة لا تؤيد جمال مبارك وأن الجيش يفضل الاستيلاء على السلطة على أن يسمح لجمال أن يخلف والده إذا توفي مبارك وهو في السلطة. ظهور سليمان وذكرت برقية ريتشاردون في 2007 أن مدير المخابرات العامة عمر سليمان سيتعين أن يظهر في أي تحرك لتولي جمال مبارك الرئاسة ربما كشخصية انتقالية وإن كان من غير الواضح كيف سيستجيب سليمان لمثل هذا التحرك إذا مات مبارك. وقالت: "أبلغنا صديق شخصي مزعوم ل(سليمان) أن (سليمان) (يمقت) فكرة أن يصبح جمال رئيساً وأنه أيضاً (تألم بشدة شخصياً) من مبارك الذي وعده بأن يعينه نائباً للرئيس منذ عدة سنوات ثم تراجع". وقالت سارة حسن المحللة بمؤسسة "أي.أتش.أس. جلوبال انسايت"، إن خلفية سليمان الأمنية قد تجعله اختياراً يلقى قبولاً لدى الجيش، لكن من غير المرجح أن يتحدى مدير المخابرات جمال إذا كان هناك تأييد واسع لابن الرئيس. وقالت برقية 2007 إن خليفة مبارك سيكون على الأرجح ضعيفاً سياسياً وقد يتحدث "بلهجة معادية لأميركا" في بداية ولايته لتأمين أوراق اعتماده الوطنية وسينأى بنفسه عن سياسات سلفه. وأضافت أن خليفة مبارك قد "يمد غصن زيتون" للإخوان المسلمين مثلما فعل رؤساء مصريون سابقون مثل أنور السادات.