اختار سكان المناطق الماطرة بالسودان منذ زمن قديم القطية كبناية شعبية تصالحت مع البيئة لتقاوم هيجان الرياح والأمطار، لكن البناية في القضارف تجاوزت حالياً بساطتها القديمة وتحولت لشكل هندسي يراعي كل تطورات البناء بالعصر الحديث. وتستقبل مدينة القضارف الواقعة شرقي البلاد حالياً زوارها بملايين القطاطي التي تجسد في غالبها تحفة فنية تطورت مع الأيام. ففي القضارف لم تكن القطية كما كانت سابقاً، بل صارت بناية عصر حديث ترتاح فيها الأجساد المنهكة بفعل بيئة زراعية قاسية، كما تطمئن إليها النفوس في مكان يستقبل الأمطار بغزارة في أغلب شهور العام. وأصبحت القطية في الولاية تزين بأحدث أنواع الديكور الحديث تماشياً مع طبيعة المنطقة لتتجاوز كونها مبنى بسيط يقي الناس شر الرياح والحر والأمطار إلى تحفة جمالية تجذب السياح. نمط بسيط والقطية عبارة عن نمط من المباني غير المكلفة يجمع ما بين البساطة والقوة وأثبتت على مر العصور قدرتها على الصمود وسط هوج الرياح والأمطار والصواعق العاصفة. يقول تاجر مواد البناء البلدية في القضارف للشروق عبد الرحمن جادين إن مكونات القطية بسيطة تتألف من نبات القنا وقطع البان إلى جانب بقايا سيقان الذرة وبعض الحبال. وللقطية أشكال هندسية متعددة يغلب عليها الشكل الهرمي، وتعد عند سكان القضارف جزء لايتجزأ من تراثهم المحلي. وتطورت القطية في الآونة الأخيرة وأصبحت بناية تراعي فيها كل مواصفات البنايات الحديثة لتقبل كل مواد البناء من خرصانات وأسمنت وسيراميك وأبواب الحديد وغيرها، إضافة إلى التكييف. وتقول المواطنة وصال من القضارف للشروق إن القطية لا تزال تحتفظ بكل خصائصها القديمة وأضيفت إليها كل مواصفات المباني الحديثة.