استقبل مركز العزل المؤقت بمستشفى أبوحمد في ولاية نهر النيل 107 من حالات الحميات المجهولة التي ضربت أودية تنقيب الذهب بمناطق الياسمين وقبقبة والنجيم، وبينما سجلت حالة وفاة واحدة، تفقد وفد رسمي رفيع المستوى الأوضاع بالمنطقة. وأصابت حمى التهاب فيروسي العشرات من منقبي الذهب بمحلية أبوحمد شمالي ولاية نهر النيل. وقال نائب والي نهر النيل السعيد عثمان لشبكة الشروق إن تشخيص الحالات أثبت أن الحمى هي ما يعرف بالحصبة الألمانية التي تعد كل من ولايتي نهر النيل والشمالية داخل حزامها القاري. وأفاد السعيد بأن ما يصاحب الحمى من أعراض نزفية لا يحدث إلا في حالات نادرة، مؤكداً أن 40% فقط من إجمالي عدد الحالات صاحبتها مراحل متقدمة من المرض، وقلل من خطورة المرض، مؤكداً سهولة السيطرة عليه. وأشار إلى أن حالة الوفاة الوحيدة التي سجلت جاءت نتيجة لعدم تلقيها ما يلزم من عناية طبية وعلاجية خاصة وأن الشخص المتوفي خرج من المستشفى لكنه بدلاً من أن يخضع نفسه للراحة والنقاهة التامة عاود العمل في مواقع تعدين الذهب دون أن يتحسب لخطورة المرض. إحصاءات الصحة وقالت وزيرة الصحة بولاية نهر النيل سامية محمد عبدالرحمن لشبكة الشروق إن مجمل الحالات التي تم استقبالها بمركز العزل المؤقت بقسم طوارئ وحوادث مستشفى مدينة أبوحمد بلغت 107 حالات، 59 منها بالمستشفى، بينما غادر البقية بعد تلقي العلاج عدا حالة الوفاة الوحيدة. وأرجعت وزيرة الصحة حالة الوفاة لدخولها في مضاعفات مميتة لعدم خضوعها للجرعات والمتابعة العلاجية سريرياً، وأكدت أن اثنين فقط من الحالات من أبوحمد بينما أتت البقية من مواقع وأودية التعدين والتنقيب عن الذهب في الجبهات الشمالية والشرقية من محلية أبوحمد ونقاط التماس الحدودية المتاخمة للولاية الشمالية. وأوضحت الوزيرة أن الوزارة أرسلت عينتين لاخضاعهما للفحص المعملي بمعمل إستاك القومي المرجعي ولم يتم التوصل لنتائج قاطعة في المرة الأولى، بينما أشارت الثانية لتشخيص للعينات بأن الأعراض تشير لالتهاب رئوي مصحوب بحالة نزفية ذات أثر محدود. غير أن الوزيرة قطعت بأن الأعراض السريرية للحالات الموجودة لم تطابق أو تبلغ نتيجة التشخيص المعملي لاستاك حتى الآن، مشيرة إلى أن الوضع تحت السيطرة مع توفر كافة المعينات والاحتياجات الضرورية لمقابلة الحالات المقيدة بالمستشفى والتي ربما ترد لاحقاً.