شيع في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم جثمان القيادي المخضرم بالحزب الاتحادي الديمقراطي الحاج مضوي محمد أحمد، الذي غيبه الموت عن عمر يناهز ال94 عاماً يوم الجمعة الماضي في العاصمة التايلندية بانكوك، التي ذهب إليها مستشفياً. ودفن الراحل الحاج مضوي اليوم، في مسقط رأسه بضاحية العيلفون شرقي العاصمة. وأم المصلين على جثمانه زعيم الحزب الاتحادي والطائفة الختمية محمد عثمان الميرغني. وشارك في مراسم الجنازة جمع غفير من المشيعين والمعزين، وقيادات من الحكومة السودانية، وزعماء الأحزب والقوى السياسية. ويعد الفقيد من الساسة البارزين والمخضرمين الذين أسسوا للحركة الوطنية في السودان، وعمل في عدد من المجالس التشريعية من الاستقلال عام 1956، وعاصر الرعيل الأول من الاتحاديين. الجثمان من بانكوك الى العيلفون وحدثت وفاة الراحل بمستشفى بانكوك بعد أن خضع لعملية جراحية تحسنت حالته بعدها ليتوفى فجأة في الحادية عشرة والنصف من صباح الجمعة بتوقيت تايلاند، والسابعة والنصف بتوقيت السودان. وبدأت مراسم التشييع من مطار الخرطوم الى منزل الفقيد بالعمارات شارع 51، ومن ثم الى مسقط رأسه بالعيلفون، حيث ووري الثرى هناك. وفور سماع النبأ توافد القادة السياسيون والحزبيون والمواطنون الى دار الراحل، وظل منزله يستقبل المعزين منذ يوم الجمعة، ووصلت وفود من الأقاليم. وكانت رئاسة الجمهورية قد احتسبت الراحل في بيان رسمي، كما نعى رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي الفقيد للشعب السوداني وجماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي. عقود من العمل السياسي وعقب الاستقلال كان ممثلاً لمنطقة الخرطوم "3" بالمجلس البلدي، ثم نائباً برلمانياً بالجمعية التأسيسية عام 1965م إذ فاز على منافسه عبدالرؤوف التكينة، ثم نائباً برلمانياً عام 1968م عندما فاز على منافسه، زعيم جبهة الميثاق حسن عبد الله الترابي في دائرة المسيد. وولد الحاج مضوي في العيلفون عام 1916م، وتلقى تعليمه بخلاويها ثم انتقل في عشرينيات القرن الماضي وعمره ست سنوات، الى الخرطوم، حيث عمل مع أعمامه أدهم وعبد الرحمن بابكر في تجارة الخردوات ثم استقل بنفسه وعمل في تجارة الإسبيرات كأول سوداني يعمل في هذا المجال، ثم انتقل للمنطقة الصناعية بالخرطوم، وارتبطت طلمبة البنزين الشهيرة بحي السجانة باسمه، ولم يتخل الفقيد رغم مشاغله السياسية والتجارية عن رعاية مزرعة الأبقار التي يمتلكها.