اعتذر المرشح المصري لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، د.مصطفى الفقي، للحكومة السودانية وشعبها عن تصريحات سابقة قال: "إنه أسيء فهمها". والتقى الرجل بالسفير السوداني بالقاهرة لشرح موقفه وبث تأكيدات بأنه من أشد المناصرين للبشير. وأبلغ الفقي جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، أنه قام يوم الثلاثاء الماضي بزيارة إلى السفير السوداني في القاهرة الفريق عبدالرحمن سرالختم وشرح له موقفه تجاه السودان. وأوضح أن الأخير كان كريماً معه للغاية ومتفهماً لموقفه، ووعده برفع الأمر للرئيس عمر البشير وأنه يعتقد خيراً. ويأتي هذا الموقف في وقت أكدت فيه مصر على أن الفقي من أنسب الدبلوماسيين المصريين الذين يمكن أن يشغلوا هذا المنصب، كما نفت أي نية لاستبداله. تعليق قديم وأوضح مصطفى الفقي أن الأزمة مع الحكومة السودانية تتعلّق ببعض التصريحات له في ندوة عقدها المجلس المصري للشؤون الخارجية في ديسمبر الماضي، بخصوص مياه النيل وتقسيم السودان، وأنه كانت له بعض الآراء التي اعتقدوا أنها تمس الحكومة السودانية، مشيراً إلى أنه أوضح لهم موقفه تماماً. وأكد الفقي أنه عبّر للسفير عن احترامه الشديد للرئيس السوداني عمر البشير، وقال إنه كان من أشد المناصرين له والواقفين بجانبه في وجه الاتهامات الموجهة ضده من جانب المحكمة الجنائية الدولية. وعبّر الفقي عن امتنانه الشديد للبشير الذي أيّد الثورة المصرية بشكل كبير وواضح، وتحدث عن مصر بشيء فيه قدر كبير من التكريم غداة الثورة. عشم القبول وأضاف: "إذا كان هناك لبس حدث أو عبارة فهمت خطأ، فإنني أعتذر عنها لأنني من أشد المعنيين بالشأن السوداني والحريصين عليه وأرجو أن يكون ما تقدمت به لهم مقبولاً". وتابع أنه ممن يهتمون بالشأن السوداني تاريخياً ويقدرون الشعب السوداني بلا حدود، ويرى أنه من أكثر الشعوب إيماناً بالحرية واهتماماً بالثقافة والفكر والديمقراطية. وأكد أنه سيكون قريباً منهم دائماً، وسيظل هكذا بغض النظر عن موضوع انتخابات الجامعة من عدمه، لأنه يعنيه رضاء الشعب السوداني والحكومة السودانية بالدرجة الأولى باعتباره مواطناً في دولة من دول حوض النيل. وقال: "يسيئني جداً أن يكون هناك أي خطأ من جانبي تجاه السودان الشقيق الدولة التوأم لنا". وانتقد الفقي، الذي شغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السابق، النظام السوداني خلال هذه الندوة، بخصوص تعامله مع قضية انفصال الجنوب. وأبدى الفقي حينها أسفه لما وصلت إليه الأمور هناك، مؤكداً أن الخطر لن يظهر إلا بعد انفصال الجنوب رسمياً، وأن مصر ستدفع الفاتورة الحقيقية لهذا الانفصال.