انطلقت بولاية القضارف، شرقي السودان، فعاليات مهرجان الخريف الثقافي في نسخته الثالثة، وسط حضور كبير من المواطنين والمبدعين، في تظاهرة تعكس التنوع الثقافي والإثني. ويبدأ المهرجان في اليوم الخامس ل"عينة الضراع"، وهي إحدى "عينات" الخريف. ودشن والي القضارف الضو عثمان حسن الفكي ووزير الثقافة والإعلام عبد الإله أبوسن عصر أمس، المهرجان، الذي تلمست شبكة الشروق فيه مظاهر الفرح والرضا في أوساط مواطني بلدية القضارف، وأشاد المشاركون بالتطور الكبير الذي شهده المهرجان في نسخته الثالثة. وأشارت كفاح الطيب التي تسكن حي المعاصر، الى أن أبرز ما يميز المهرجان معارض الزهور والعصافير إلى جانب عكسه تراث الولاية الزراعي من خلال عرض الأدوات التي تستخدم في العمليات الزراعية، وأضافت: "نحن كمواطنين مستمتعين بفعاليات مهرجان الخريف". حراك في مدينة القضارف " المهرجان عزز من مقولة (الوحدة في التنوع)، حيث تبارت الفرق التراثية في تقديم عروضها الشيقة في ساحة ميدان الحرية "على ذات المنحى أكدت رجاء خلف الله التي تعمل بوكالة السودان للأنباء، إن المهرجان خلق حراكاً كانت تفتقده المدينة، على حد تعبيرها، وأبدت رجاء التي تحدثت ل"شبكة الشروق" أملها، وعيونها ترقب ابنها الذي كان يلهو بطيور الزينة، في أن يستمر المهرجان في إبراز ثقافه وتراث ولاية القضارف. في ذات السياق جاءت أفادة أسامة درزون مستلهمة الجانب الإيماني، مؤكداً أن المناسبة تستدعي في أول الأمر شكر الخالق على نعمة الخريف، وأشاد بالفكرة التي تعزز الربط بين العمل والإبداع، وقال إن البيئة المحيطة بكل ما فيها من جمال تحفز على الإبداع. بينما لفت الطاهر عباس الى أن التظاهرة أتاحت لثقافات أهل السودان جميعاً الظهور بشكل يؤكد أن "الوحدة في التنوع"، في إشارة للفرق التراثية التي تبارت في تقديم عروضها الشيقة في ساحة ميدان الحرية الذي يتوسط المدينة. تجاوب شعبي مع المهرجان " أغنية (يا سمسم القضارف) التي شدت بها الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية، مثلت ملمحاً ثقافياً وزراعياً في التظاهرة "وعبر وزير الثقافة والإعلام عبدالإله أبوسن عن سعادته بتجاوب المواطنين مع الحدث، الذي هو ثمرة للتعاون مع اتحادات الفنانين والشعراء والمبدعين، وأشار في حديثه لشبكة الشروق، الى أن أغنية "يا سمسم القضارف"، التي شدت بها الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية، تمثل ملمحاً ثقافياً وزراعياً. وأكد أبوسن أن المهرجان سينتقل الى المحليات المختلفة بالقضارف يوم السبت من كل أسبوع، فضلاً عن تكريم الرموز الثقافية بالولاية، قائلاً: "نريد التأكيد على أن القضارف هي ولاية التنوع والثقافة والإبداع". ويبقى مهرجان الخريف في موسمه الثالث حافزاً للمبدعين الشباب لعرض إبداعاتهم على الهواء الطلق، تحت رعاية المسؤولين وأعين الجمهور في أجواء لا تنقصها الروعة ولا يفسد ألقها إلا رعود تسعد الزراع، الذين يشكلون السواد الأعظم من أهالي الولاية. وتعتمد الزراعة هناك على أمطار الخريف التي تمكنهم من زراعة الذرة والسمسم وغيرهما من المحصولات، وتعد ولاية القضارف من أهم ولايات السودان في الزراعة المطرية، حيث تزرع آلاف الأفدنة بمحصول الذرة، الغذاء الرئيسي للسواد الأعظم من السودانيين.