كشفت عمليات الحفر لبئر بأحد المنازل بمنطقة فداسي الحليماب شمال مدينة ودمدني، حاضرة الجزيرة، عن وجود موقع أثري يبعد حوالي ثلاثة أمتار ونصف المتر عن سطح الأرض. ويمثل بقايا مقبرة تعود لفترة ما بعد حضارة مروي. وأكدت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بالولاية أن الموقع يمثل بقايا مقبرة تحوي مجموعة من الأواني الفخارية تضم حوالي 13 قطعة من الأواني الفخارية السوداء المصقولة صغيرة الحجم، بالإضافة إلى جرة فخارية كبيرة الحجم كانت تستخدم كأوانٍ للشرب ودفن الموتى وفق الاعتقاد السائد في تلك الفترة. وقال مفتش الآثار بالهيئة العامة للآثار والمتاحف؛ د. فوزي حسن بخيت لشبكة الشروق، إن الحفرية أثبتت أن الآثار الموجودة بالموقع تعود للفترة 400-450م وتمثل نهاية فترة مملكة مروي ومركزها البجراوية. وأشار إلى تعرض المقبرة للدمار في فترات سابقة ربما بسبب الفيضانات أو السيول بالمنطقة. اكتشاف بالصدفة وقال صاحب المنزل عوني حسن عبد الله الذي وجدت في داخله الآثار لشبكة الشروق، إن البئر حفرت للاستخدام كمرحاض منزلي وتم اكتشاف الآثار بالصدفة. وزاد: "عندما وجدنا الآثار أوقفنا الحفر وأبلغنا هيئة الآثار لإجراء اللازم وهذا دورنا كمواطنين". من جانبها قالت مدير إدارة السياحة بولاية الجزيرة تحية محمد عبد الرحمن لشبكة الشروق، إن ولاية الجزيرة بها حوالي 66 موقعاً أثرياً موزعة على محليات الولاية السبع. وأكدت أن محلية الحصاحيصا بها 22 موقعاً أجريت عمليات الحفر في عدد منها. وشدد مدير إدارة السياحة على أن الاهتمام بالآثار يمثل حفظاً للتاريخ والحضارة الوطنية. وطالبت في ذات الوقت الجهات المعنية بضرورة توفير التمويل والدعم لإجراء الحفريات والدراسات على المواقع المكتشفة.