كشف وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، أن بلاده تلقت مئات الملايين من الدولارات تبرعاتٍ من الصين بمناسبة زيارة الرئيس عمر البشير لبكين، ووصف تأخر وصوله إلى الصين بالخطأ الفادح "لكن ينبغي النظر للأمور بشكل متكامل". وقال كرتي في مؤتمر صحفي ببكين يوم الأربعاء، إن "التأخير ليوم واحد يعد بمثابة خطأ فادح"، وزاد: "لكن النظرة الكاملة خاصة في ما يتعلق بالطيران عبر البلدان والتحدث مع قائد الطائرة ومركز المطار، هو ما أدى إلى تغيير مسار الطائرة، ونحن نرى ضرورة العودة إلى ما كنا عليه من علاقات طيبة"، مؤكداً أن الإعلام يركز على الصعوبات أكثر من أي شيء آخر". وقطع كرتي بأن الصين أعطت تطمينات للسودان فحواها أنهم لا يؤيدون المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدين أنهم "سعداء" من التعامل مع السودان خلال السنين الماضية. وأشار إلى أن الجانب السوداني، سأل الجانب الصيني عن ما الذي يمكن أن يقدمه للسودان بعد انفصال الجنوب في 9 يوليو المقبل، وأضاف أن الخرطوم ترغب في استقطاب استثمارات أخرى والسعي لحفر آبار نفط واكتشافات نفطية جديدة. علاقة استراتيجية وأكد وزير الخارجية السوداني، أن الاتفاقيات التي وقعت بين السودان والصين، تشير إلى أن البلدين على وشك أن يحققا ما يصبوان إليه من علاقة استراتيجية بين الخرطوم وبكين. ورفض إعطاء تفاصيل حول حجم الاستثمارات الصينية المتوقعة بالسودان خلال الفترة القادمة، وزاد: "لكن أؤكد أن الشركة الصينية للبترول "سي أن بي سي" ستستثمر أموالاً طائلة رغم أن السودان لديه خيارات". وأشار إلى أن الشركة الصينية مهتمة بشمال السودان خاصة فيما يلي استخراج البترول من عدة حقول، موضحاً أن الشركة سترسل فريقاً منها لمناطق بعينها بالشمال. واعتبر دعم الصين للسودان مسألة تاريخية و"نحن الآن في حاجة للدعم الصيني لأن الغرب بدلاً من أن يقدم المؤازرة هو الآن يقوم بما يمكن أن أقول إنه تحدي". وأفاد بأن الخرطوم تركز على الصين خاصة فيما يتعلق بدارفور وترغب في أن يشيد الصينيون المدارس ويوفروا المياه والبنيات التحتية بدارفور. وذكر أن الصين أبدت استعدادها للدخول في إقليم دارفور "بدلاً عن الذين يتحدون السودان".