وصف وزير الخارجية، علي كرتي، تأخر وصول البشير إلى الصين بالخطأ الفادح . وقال كرتي في مؤتمر صحفي ببكين 29 يونيو ، إن (التأخير ليوم واحد يعد بمثابة خطأ فادح)، وزاد: (لكن النظرة الكاملة خاصة في ما يتعلق بالطيران عبر البلدان والتحدث مع قائد الطائرة ومركز المطار، هو ما أدى إلى تغيير مسار الطائرة، ونحن نرى ضرورة العودة إلى ما كنا عليه من علاقات طيبة)، و(أن الإعلام يركز على الصعوبات أكثر من أي شيء آخر). وذكر كرتي أن مباحثات الرئيسين الصيني والسوداني شملت مجالات التعاون المختلفة، وأوضح أن الطرفين اتفقا على أن تدعم الصين في الفترة القادمة مجالات الزراعة والتعدين وتدفع الشركات الصينية لمزيد من عمليات التعدين واستخراج البترول. وقال ان الفترة المقبلة ستشهد (زخماً قوياً) للعلاقات السودانية الصينية نتيجة لهذه المباحثات وتعهداً قوياً من الجانب الصيني بدعم السودان في المحافل الدولية، وأفاد بالتزام الرئيس الصيني بالوقوف مع السودان في قضيته تجاه المحكمة الجنائية الدولية، بجانب دفع الدول الأوروبية وأميركا لمراجعة علاقاتها مع السودان، خاصة وأن الخرطوم أوفت بجميع التزاماتها الداخلية (ولا يوجد مبرر لهذا الركود والتجافي في العلاقات مع هذه الدول). وأفاد بأن الخرطوم تركز على الصين خاصة فيما يتعلق بدارفور وترغب في أن يشيد الصينيون المدارس ويوفروا المياه والبنيات التحتية بدارفور، وذكر أن الصين أبدت استعدادها للدخول في إقليم دارفور ( بدلاً عن الذين يتحدون السودان). ووقع البشير ونظيره الصيني ثلاث اتفاقيات للتعاون الفني ومنح قروض بين السودان والصين بقيمة 225 مليون يوان صيني، ووقع وزير المالية علي محمود اتفاقية للتعاون الفني مع نائب وزير التجارة الصيني بقيمة 100 مليون يوان صيني كما وقع اتفاقيتي منح كقروض ميسرة لصندوق إعمار الشرق وانشاء جسور على نهر عطبره بقيمة 132 مليون يوان و22 مليون على التوالي. ونقلت (شينخوا) عن البشير وصفه للرئيس الصيني ب (الصديق والاخ) . وأثارت زيارة البشير استنكار النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان الذين انتقدوا بكين على دعوتها له . ونددت منظمة (هيومن رايتس ووتش) بالدعوة واصفة لها بأنها (إهانة لضحايا الجرائم البشعة التي ارتكبت في دارفور) . وقال ريتشارد ديكر، من المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان: (استهزاء البشير بمذكرة التوقيف الدولية يجب أن يكون مدعاة للإدانة وليس للدعوة) . وتابع (ينبغي على الصين استخدام نفوذها من أجل العدالة في دارفور) . اما منظمة العفو الدولية فاعلنت في وقت سابق من الشهر الماضي ان الصين ( يمكن ان تتحول إلى ملجأ لمرتكبي جرائم إبادة مشتبه بهم) في حال استقبلت البشير . وتعتبر الصين اكبر مزود بالعتاد العسكري للنظام في الخرطوم .