قال تقرير للأمم المتحدة إن الحرائق تُلحِق أضراراً بنحو 350 مليون هكتار سنوياً مُتضمنةً الملايين من الهكتارات في جنوب السودان وأثيوبيا، وتُسفر عادةً عن ضياع الممتلكات والمرافق وموارد الدخل وفي أحيان كثيرة تودي بحياة البشر. وأشارت المنظمة إلى أنه في اثيوبيا وجنوب السودان، تأتي النيران المشتعلة عشوائياً على الملايين من هكتارات الأراضي كلّ عام (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع)، وخلال السنوات من 2000 وحتى 2008، جرى الإبلاغ عن أكثر من مائتي ألف حريق في السودان، أمّا أثيوبيا فإن عدد الحرائق المسجل لديها تجاوز أربعمائة ألف خلال الفترة نفسها. وأوضحت أنه في أغلب الأحيان تتعرّض البُلدان النامية لأضرار وتأثيرات الحرائق البرية أكثر من غيرها، بما تلحقه من خسائر بالحياة البشرية والممتلكات وما تسببه من دمار للموارد الطبيعية. "الوقاية خير من العلاج" " الفاو: النيران العارمة في مناطق الغطاء النباتي تسهم في تفاقم ظواهر الاحترار الجوي وتلوث الهواء وتزيد التصحر وخسارة التنوع الحيوي "وأضافت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أن النيران العارمة في مناطق الغطاء النباتي تسهم في تفاقم ظواهر الاحترار الجوي، وتلوث الهواء، والتصحر، كما تفاقم خسارة التنوع الحيوي. ونبهت المنظمة التي تتخذ من العاصمة الإيطالية روما مقراً لها، إلى أن الوقاية من الحرائق تعد أكثر الإجراءات المضادة فعالية في مواجهة أخطار اندلاع الحريق، بينما تُعد المراقبة الفعالة من أهم العناصر الأساسية لتنفيذ عمليات الإنذار المبكر، واتخاذ قرارات التصدي، وقياس مدى التأثيرات الناجمة وتقييمها. ونبهت منظمة الأغذية والزراعة إلى أهمية الأقمار الصناعية كوسيلة لمراقبة النيران، وتوصيل المعلومات بدقة إلى مرافق إدارة عمليات المكافحة. وتقول المنظمة إنها تعمل في هذا المجال عن كثب مع الوكالة الفضائية الأوروبية (ESA ) والإدارة الوطنية الأميركية للأجواء والفضاء (NASA ) بهدف استخدام الأقمار الصناعية في مراقبة الحرائق، بغية إرساء نظامٍ للإنذار المبكر من انتشار الحرائق، وإتاحة بيانات فورية عن مواقع النيران المشتعلة، وتقييم مدى الخسائر بالنسبة للمناطق الحرجية، والكتلة العضوية، والتنوع الحيوي.