تم مؤخراً بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، تنفيذ قانون ولائي يمنع بموجبه تداول أكياس البلاستيك وتصنيعها بالولاية وبهذا تكون ولاية الجزيرة هي الولاية الثانية من حيث تطبيق هذا القانون بعد ولاية القضارف والتي سبقتها بعدة سنوات. وقد تمت تحقيقات في الصحف تبين رضا وعدم رضا المواطنين من هذا القانون الجديد عليهم، ويشكر لحكومة الولاية الاستجابة من قبل الكثير من المختصين والذين ظلوا يناشدون بوقف العبث من تداول هذه الأكياس/ المرض. المعلوم كيميائياً ان كيس البلاستيك المصنع من النايلون «Nylon» هو عبارة عن «Polyamide» - عديد الاميدات، وهي مركبات ذات سمية معلومة الخطورة وفي النايلون، تتصل بواسطة روابط هايدروجينية «ضعيفة». فعند تعرضها للحرارة تنفك تلك الروابط فيسبح الأميد ويدخل مع المواد الغذائية الساخنة «غالباً ما يحمل فيه الفول واللبن» مما يعرض الجسم لكثير من الأمراض الخبيثة مثل السرطانات. كما هو ملاحظ ان أغلب النفايات هي اكياس البلاستيك، وهذه الأكياس لا تتحلل بسهولة وتمكث لعدة سنوات طويلة. نحمد لحكومة ولاية الجزيرة قرارها المنفذ منذ بداية هذا الشهر يونيو 2008م ونتمنى ان يضم القرار كافة ولايات السودان وخاصة الولايات الزراعية، وتوفيق أوضاع العاملين على تجارة وتصنيع وبيع اكياس البلاستيك. تمت وضع آلية لمعالجة المخلفات الصناعية حيث أكد وكيل وزارة الصناعة إهتمام وزارته بالقطاع الصناعي ووضع آلية لمعالجة المخلفات الصناعية البيئية الناتجة عن عملية التصنيع وفق دراسة أعدت من قبل وزارة الصناعة مع الأممالمتحدة عن حجم المصانع في السودان حيث أوضحت بأن إجمالي عدد المصانع حوالي (24.114) مصنعاً «60%» منها في ولاية الخرطوم وتتوزع المصانع بين «46%» مصانع غذائية و«63%» وتشمل بقية الصناعات «2790» مصنعاً تعالج مخلفاتها داخلياً و«594» مصنعاً تعالج المخلفات خارجياً و«79» مصنعاً بطرق أخرى. كما ألزمت الآلية المنشآت الصناعية بالتركيز على عمليات الصناعة الدورية وتشجيع الاستثمار ومكافحة التلوث الصناعي. التصُّحر: برزت كلمة التصحر في أحاديث التنمية الدولية منذ ان أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1974قرارين: 1. دعوة الدول عامة للإهتمام بدراسات التصحر والتعاون فيما بينها لتقصي ظواهره وتبين طرائق مكافحته. 2. قرار بعقد مؤتمر دولي عن التصحر عام 1977. وعقد المؤتمر في نيروبي «كينيا» في الفترة 29/8-9/9/1977وبدأت كلمة «التصحر» كبديل لمصطلحات سابقة مثل «الزحف الصحراوي» والزحف الصحراوي توقع في الروع أن الصحراء تزحف عابرة حدودها الطبيعية لتتغول على تخوم مناطق أقل جفافاً كالأحراش والسافنا ولكن هذه الصورة الواقعية لا تمثل سوى «10%». فالتصحر هو ان الأرض المنتجة خارج الحدود الطبيعية للصحراء تتدهور وتفقد قدراتها على الانتاج وتتحول إلى ما يشبه الصحراء شحيحة الانتاج. والتعريف الأشمل هو «تدهور الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة وتحت الرطبة وينتج عن عوامل عدة منها تغيرات المناخ ونشاط الإنسان». وأثير جدل واسع عند نشوء مرفق البيئة العالمي «GEF -Global Environmental Facility- عام 4991م وهو هل التصحر مشكلة عالمية؟ والذي لم يحدد التصحر بالمشكلة العالمية الواجبة التمويل والمشاريع مثل الأربعة الباقية وهي: 1/ تغير المناخ 2/ تدهور طبقة الأوزون 3/ التنوع الاحيائي 4/المياه الدولية. والجفاف هو: صفة جغرافية لمناطق من العالم تكون فيها موارد الماء من التساقط أقل من كمية الماء التي يمكن ان تذهب بها قوى التبخر والنتح. يضم المحيط الحيوي «Biosphere» وحدات. كل وحدة نظام بيئي «Ecosystem» فيه الكائنات الحية من نبات وحيوان وعناصر غير حية من تربة -ماء- هواء، وطاقة شمس- رياح- مياه جارية- أمواج- وتيارات بحرية، تجمع بين هذه العناصر جميعاً عمليات بيئية وحيوية تنظم العلاقات بينها وتستوفى الترابط بينها في إطار من التوازن الذي يحفظ على النظام البيئي صحته. ويقسم السودان على أسس المناخ والأرض الى مناطق بيئة رئيسية وهي: مجموع الصحراء وشبه الصحراء (3،54) من مساحة السودان وقد زادت في الآونة الأخيرة لتفوق النصف بقليل. كتبت الاستاذة إنعام الطيب بصحيفة «السوداني» عن العام 2007عام الإعتداء على الغابات». ذاكرة بالتفصيل حجم الإعتداء والذي بلغ «1859» بلاغاً وتمت محاكمة «302» بلاغ وما زال (357) تحت التحري.. وفصل في «461» بلاغاً وتحت التسوية «681» بلاغاً وحفظت «41» بلاغاً. كما ذكر دكتور عبد العظيم ميرغني مدير الغابات بأن « في الوقت الذي توجه فيه الدولة جهودها وتوظف مواردها للنهضة الزراعية تحدث ممارسات على المستويات الولائية تهدد هذه الجهود». وقد صدقت حكومة ولاية شمال دارفور «200» فدان للقوات الدولية المشتركة للاتحاد الافريقي والأممالمتحدة إنفراداً دون التشاور مع هيئة الغابات داخل غابة محجوزة إنشئت قبل نصف قرن مضى لحزام واق لمدينة الفاشر وقد ناشدت هيئة الغابات رئاسة الجمهورية عبر الصحف والبيانات بالتدخل العاجل حفاظاً على هذا المورد الطبيعي المهم. أهمية الغابات: تعمل الغابات على تثبيت التربة وتعتبر الغابات رئة العالم التي تعمل على تنقية الهواء من الغبار والجزيئات العالقة، خاصة في المناطق الصناعية، ويذكر أحد العلماء وهو «Khanbekov» عام 0891م ان الغابة يمكنها ان تخفض عدد هذه الجزيئات بمعدل (100-100) مرة، كما تحتجز كميات من هذه الجزيئات تتراوح بين (10-04%) من كميتها الموجودة في الهواء. كما ان الهكتار الواحد من الغابات ينقي «18» مليون مترمكعب من الهواء على مدار العام. وتكوين متر واحد من المادة الخشبية الجافة يستهلك «1.83» طن من غاز ثاني اكسيد الكربون ويطلق «1.23» طن من غاز الأوكسجين. وتعتبر الغابات موطناً مهماً لعدد من الحيوانات والطيور وايضاً تعمل كمصدات للرياح وملطفة للجو وهي تزيد معدل هطول الأمطار فيها وحولها. ولها كثير من الفوائد البيئية بجانب أنها مورد طبيعي للحطب الذي يستخدم في البناء والأثاث. الإحترار- الإحتباس الحراري: ظاهرة إرتفاع درجات حرارة الأرض نتيجة للغازات الدفيئة الموجودة في الطبيعة أصلاً، والتي زادت نتيجة للنشاط البشري الصناعي. والمعلوم بأن سطح الأرض يمتص نحو ثلثي الطاقة الشمسية التي تبلغ كوكب الأرض مما يؤدي إلى تدفئته وينعكس الباقي إلى الغلاف الجوي حيث تحبس غازات الدفيئة بعضاً منه، لإستمرار الحياة على كوكب الأرض حيث ان معقولية درجة الحرارة تساعد على الاستمرار وخلال السنوات ال «5» الماضية تسببت الأنشطة البشرية، وخاصة حرق الوقود الاحفوري في إنبعاث ثاني أوكسيد الكربون بكميات كافية للتأثير في المناخ العالمي. وغازات الدفيئة هي: 1- ثاني أوكسيد الكربون: تطلق الكائنات الحية التي تعيش فوق الكرة الأرضية نحو «100.000» مليون طن سنوياً من الغاز «ثاني أوكسيد الكربون» عن طريق عملية التنفس، تطلق النباتات المتفسخة كمية تتراوح بين «2000-5000» مليون طن سنوياً إلا أن الأنشطة البشرية بعد الثروة الصناعية أدت إلى الإخلال بهذا التوازن وذلك بإطلاق كميات إضافية عن طريق إحراق الوقود الإحفوري وإزالة الغابات، وتقدر كمية ثاني أوكسيد الكربون التي تنبع من الوقوع الأحفوري فقط بنحو خمسة مليارات طن سنوياً، وتدمير القطاع الغابي بفعل إزالة الأشجار والتصحر نحو (1600) مليون طن سنوياً. 2- أوكسيد النتروز: ينتج من العمليات الميكروبيلوجية التي تتم في التربة والمياه وحرق الوقود الإحفوري. 3- الميثان: ينتج من البكتريا اللا هوائية التي تعيش في النظم الإيكلوجية في المناطق الرطبة، ويتولد من نشاطات الإنسان في هذه الأقاليم بدرجة.. رئيسة كزراعة الأرز وتربية الحيوانات المجترة وإستخراج الفحم من المناجم. 4-مركبات الكربون الكلورية الفلورية: «CFC»: وهي المركبات الأكثر استعمالاً كمواد دافعة ومذيبة كما توجد في معدات التبريد وكعوامل لدفع الرغاوي ومذيبات في صناعة الإلكترونيات. وهي لم تكن في الغلاف الجوي قبل إختراعها في ثلاثينيات القرن الماضي وقد بلغ تركيزها في الغلاف الجوي (293) جزءاً في الترليون «دراسة 6891». 5- الأوزون التريوسفيري: وقد كان تركيزه في طبقة التريوسفير في العام 1985يتراوح بين «10،1-1،0» جزءاً لكل مليون وهو في طريقه للزيادة المستمرة. ومساهمة هذه الغازات «الدفيئة» كالتالي: أولاً: غاز ثاني أكسيد الكربون «6،84%». ثانياً: المركبات الكربونية الكلورية الفلورية «7،62%». ثالثاً: غاز الميثان «3،31%». رابعاً: أوكسيد النتروز «7،6%». خامساً: بقية الغازات الأخرى «7،6%». وظاهرة الإحتباس الحراري لها تأثيراتها السلبية على الإقتصاد العالمي والبيئة والإنسان. وهي تسهم بوضوح في ذوبان الجليد وبالتالي في إرتفاع مناسيب البحار التي تؤدي بدورها الى تآكل وغرق المناطق الساحلية وإختفاء الجزر عالمياً، وبالتالي النزوح واللجوء والنزاعات التي تترتب على ذلك، كما أنها تفاقم ظاهرة الجوع نتيجة لعدم إنتظام الأمطار وطول فترة الجفاف وكثرة الفيضانات. كما أنها تسهم في توسيع نطاقات الأمراض وإنتقالها من مواطنها كالملاريا مثلاً. يشير تقرير التقييم الرابع «2007م» للفريق الحكومي الدولي بتغيير المناخ الى أن الآثار تشمل ما يلي: 1- شهد معدل درجة الحرارة السطحية زيادة بنحو «56،0%» درجة مئوية خلال السنوات الخمسين الماضية في جميع انحاء العالم. 2- شهدت معدلات الإحترار وإرتفاع مستوى البحر تسارعاً في العقود الأخيرة. 3- شهدت كثير من المناطق وبخاصة البلدان الواقعة بين خطوط العرض الوسطى والعليا زيادات في نسبة تهاطل الأمطار كما سجلت زيادة عامة في تواتر الأمطار الغزيرة. 4- شهدت مناطق يقع بعضها في آسيا وافريقيا زيادة في تواتر حالات الجفاف وشدتها في العقود الأخيرة. 5- سجلت زيادة في تواتر أشد الأعاصير المدارية في بعض المناطق مثل شمال المحيط الأطلسي منذ السبعينيات. هنالك بعض الحلول التي أقترحت وهي: 1- تحسين فعالية الخدمات المناخية وتحسين مراقبة المناخ وتقييمه على الصعيدين القومي والعالمي. 2- إجراء تقديرات عالمية لدى سرعة التأثر وتحديد تكاليف سياسات الحد من غازات الدفيئة. 3- تعزيز القدرة على النبؤ وتوفير دلائل واضحة على التأثيرات البشرية. 4- العمل على تطوير الغطاء الغابي عالمياً. 5- العمل على تطوير مصادر طاقة أنظف «الشمسية وطاقة الرياح». 6- التخلص من مركبات «CFC» وفق بروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون. 7- التعاون الدولي لتنفيذ إتفاقية كيوتو لتغيير المناخ. 8- وضع برامج لمواجهة الطوارئ والكوارث لتقليل الآثار السالبة الناجمة عن إرتفاع حرارة الأرض. وفي خاتمة هذا المقال لا بد من ذكر أن البحوث والدراسات البيئية في السودان ما زالت غير مهتم بها من قبل سياسات الدولة في هذا المجال لا بد من الإهتمام بالبحوث وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع للمحافظة على أنفسنا وأجيالنا القادمة والمساهمة عالمياً في حل مشاكل البيئة. 1- البيئة وقضايا التنمية والتصنيع - د. اسامة الخولي- 2002م. 2- التصحر.. تدهور الأراضي في المناطق الجافة- د. محمد القصاص- 1999م. 3- مقال الدكتور عدنان هزاع -مجلة العربي- عدد (494) - يناير 2000م. 4- تقرير ل زحل الطيب جريدة أجراس الحرية العدد (56). 5- مقال ل إنعام الطيب- جريدة السوداني - العدد (922). 6- الرأي العام العدد (3851). كيميائي- عضو الجمعية السودانية لحماية البيئة