فجّرت خسارة الهلال أمام ضيفه الترجي التونسي في ذهاب الدور نصف النهائي من بطولة الأبطال الأوضاع في الهلال، واقتلعت عاصفة الخسارة المدرب الصربي ميشو بعد رحلة امتدت خمسة عشر شهراً بدأت في يونيو من العام الماضي. " مباراة الفريق أمام الصفاقسي التونسي في إياب الدور نصف النهائي بأمدرمان بدأت في نقض حبال الود بين الصربي ومحبي الأزرق " وتولى ميشو قيادة الفريق خلفاً للبرازيلي كامبوس إثر خسارة الفريق أمام الإسماعيلي المصري ذهاباً وإياباً في الدور الأول من بطولة الأبطال الموسم الفائت، وكان الظهور الرسمي الأول في المباراة التي جمعت الهلال أمام كابس يونايتد الزيمبابوي ونجح الهلال في الفوز عليه ذهاباً وإياباً ليتأهل لدور الثمانية في الكونفدرالية للمرة الثانية في تاريخه عقب ظهوره الأول في النسخة الأولى من البطولة بشكلها المعدّل موسم 2004 وكانت المرة الرابعة على التوالي التي يظهر الهلال فيه في مجموعات بطولتي الكاف بعد أعوام 2007، 2008 و2009 والتي لعب الهلال فيها في بطولة الأبطال. أربعة انتصارات.. تعادل وخسارة قاد ميشو الهلال في مجموعات الكونفدرالية الموسم المنصرم، حيث أوقعت القرعة الفريق في مجموعة ضمّت إلى جانبه الاتحاد الليبي، الجيش النيجري ودجوليبا المالي، وفي وقت كان الجميع يتحدثون فيه عن ضعف الفريق الزيمبابوي الذي قابله الهلال في دور الترضية ويتخوفون عليه من مباريات المجموعات عامة ومن الاتحاد الليبي خاصة. و فاجأ ميشو الجميع بقيادة الهلال للفوز على الاتحاد في عقر داره قبل أن يكرر الفوز عليه بأمدرمان، وبنهاية مباريات المجموعات كانت حصيلة ميشو أربعة انتصارات وخسارة واحدة من دجوليبا المالي بباماكو وتعادل أمام الجيش النيجري بنيامي، ليجمع الهلال 13 نقطة تأهل بها إلى الدور نصف النهائي الذي واجه فيه الصفاقسي التونسي. انتقادات ومطالبة بالرحيل أمضى ميشو أياماً طيبةً مع إعلام الهلال وجماهيره، لكن مباراة الفريق أمام الصفاقسي التونسي في إياب الدور نصف النهائي بأمدرمان بدأت في نقض حبال الود بين الصربي ومحبي الأزرق، وبدأت القصة بتشكيلة تلك المباراة وانتهت بخسارة الهلال بركلات الترجيح، وقد حمّل الكثيرون ميشو مسؤولية الخسارة. وبدأت الأصوات المطالبة برحيله تظهر، إلاّ أنّ مجلس التسيير الذي كان يتولى زمام الأمور في الهلال رأى الإبقاء عليه وترك تقرير مصيره إلى المجلس المنتخب، خاصة أن الرجل أنهى الموسم فائزاً ببطولة الممتاز ولم تلبث الأصوات المنتقدة التي أسكتها فوز الهلال بالممتاز أن عادت من جديد على خلفية الخسارة أمام المريخ بهدفين في كأس السودان. استهل ميشو هذا الموسم بخسارة مبكرة أمام المريخ في الأسبوع الثاني للممتاز، وكانت تلك الخسارة بمثابة مسمار جديد في نعش عقد الصربي مع الهلال لكنّه نجح في تأجيل دق بقية المسامير بفوزه على كالا الأنجولي في الدور الأول قبل أن يعبر بالفريق لمجموعات الأبطال للمرة الرابعة على حساب الإفريقي التونسي. ورغم التأهل إلاّ أن المطالبة برحيل الصربي لم تتوقف، وكان الجديد انضمام أصوات من مجلس الإدارة تطالب برحيل المدرب، لا سيما عقب الخسارة من إينمبا في الجولة الخامسة من مباريات المجموعات، ومرة أخرى افتدى الصربي نفسه بالتأهل إلى مربع الأربعة الكبار بعد التعادل مع الرجاء وخسارة القطن من إينمبا. الفصل الأخير من القصة منذ أن دفع الصربي بتشكيلة غلب عليها الطابع الدفاعي وعقب نجاح يوسف المسيكني في خطف هدف الترجي بعد أربع دقائق من انطلاقة مباراة الأحد أيقن الجميع أن ميشو قد بدأ كتابة الفصل الأخير في روايته مع الهلال، ولم تمض 24 ساعة على المباراة حتى أصدر مجلس الهلال قراراً بإعفاء ميشو من تدريب الفريق، رحل ميشو موقناً حسب تصريحاته التي ظلّ يكررها بأنّه الأفضل في تاريخ الهلال في وقت كان السواد الأعظم من الجماهير يظنون كل الظن أنّه الأكثر حظاً.
