شقت قوات الحكومة الليبية طريقها شارعاً تلو الآخر لتدخل وسط سرت مسقط رأس معمر القذافي، يوم الأربعاء. وقال قادة ميدانيون إن معركة تحرير المدينة، أكبر جيب مقاومة موال للقذافي، دخلت ساعاتها الأخيرة، ما سيسمح بإجراء انتخابات. وكانت تكلفة المعركة للسيطرة على المدينة باهظة في صفوف المدنيين، حيث تقطعت بهم السبل بفعل القتال مع تضاؤل امدادات الغذاء والمياه وعدم توفر منشآت طبية مناسبة لعلاج الجرحى. وخفت حدة نيران المدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية من جانب الموالين للقذافي ضد مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي عند أطراف المدينة، يوم الأربعاء، ما سمح للقوات الحكومية بالتقدم. وتقدمت قوات المجلس الانتقالي إلى حي الحكومة في سرت الذي يضم مجموعة من الفنادق الفاخرة والفيلات ومراكز المؤتمرات، حيث اعتاد القذافي استضافة الزعماء الأجانب. وقال عادل الحاسي، وهو قائد محلي لقوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي: "أكثر من نصف المدينة يخضع الآن لسيطرة الثوار، وخلال يومين ستكون سرت حرة بإذن الله". وقالت مراسلة ل"رويترز" قرب وسط سرت، إن بإمكانها سماع دوي قذائف المورتر وهي تسقط قرب مواقع مقاتلي المجلس الانتقالي، لكن القوات الموالية للقذافي لجأت الآن إلى استخدام الأسلحة الصغيرة مع تحول القتال إلى حرب شوارع.